ويشتهر بالقيافة وقص الأثر وبالدلالة أي خريتا يهتدي بالنجوم ويعرف الطريق الصحيح في الفلوات.
كان كثيرًا ممن يرغبون السفر، سواء للتجارة بما لديهم من رواحل، أو أولئك الذين يرغبون السفر لطلب الرزق في الغوص وغيره، كانوا ينتظرون موعد رحلته ليكونوا برفقته، لكي يضمنوا لأنفسهم الراحة والأمان لما حباه الله من معرفة بالطرق والمسالك البرية، ومعرفة موارد المياه وأماكن الدحول التي يخرج منها الماء في مهالك الصمان.
ومن طرائف ما منحه الله من تمكنه في هذا المجال.
كان في بداية حياته شريكًا لخاله كما أسلفنا، ويعتمد عليه خاله في تسيير القوافل ومتابعتها، وله أخبار وقصص كثيرة منها هذه القصة:
ذات مرة كانت حملة أهل القصيم بقيادة خاله متجهة إلى الشرق (فيما يسميه عقيل و (رحيل) بالمحدار فيقولون منحدرين، أما إذا اتجهوا غرب فيقولون (مسندين).
ووافق في محدارهم المذكور أن داهمتهم عواصف شديدة ورياح تحمل الأتربة والحجارة، وهو ما يسمى السموم في شدة الصيف، وكان عدد القافلة كثيرًا، حيث أنهم عدة حملات متجمعة خشية الهلاك، وكثرتهم تستوجب توفر الماء في تلك الصحراء القاحلة وأخذ الحيطة والحذر، إلا أن هبوب تلك العواصف أفقدت القافلة المسالك والجواد التي كانت تسلكها مما أوصلها إلى شفا الهلاك، حتى إن الإبل أخذ منها العطش مأخذه، عندها أوقف أمير القافلة المسير وكلف مجموعة ممن كانوا معه بالذهاب لتحري الطرق الموصلة للموارد، خشية أن يستمروا في السير في ذلك الصيف القائظ، ورجع من أرسلوا للتحري ولما يصلوا إلى نتيجة أو خبر.
عندها قال محمد، وكان آنذاك من أصغر أفراد الحملة، يا خال إن المكان المطلوب (وهو مورد ماء في الدهناء أو ما بين الدهناء والصمان) المكان المطلوب