للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من هذا الاتجاه وأشار بيده إليه، فنهره خاله، وقال: أسكت! ! ! معنا جميع حملات القصيم بكافة مدنه بالإضافة إلى أهل حائل وتريد أن نهلك! ! !

فسكت، وأخذ القوم يتحاورون فيما بينهم في محاولة منهم لمعرفة الطريق إلى المورد المطلوب، وكان الليل قد حل عليهم، وأوشك ما معهم من الماء بالنفاد ولكنهم لم يصلوا إلى نتيجة.

فأعاد محمد القول لخاله مصرًا على أن طريق الماء من هذا الاتجاه، فنهره خاله مرة ثانية، ثم أعاد عليه محمد مرة ثالثة، فقال له خاله في هذه المرة: وش دليلك يا الحميدي على اللي تقول؟ فقال له: تذكر محدارنا في العام الماضي في الشهر الفلاني، قال نعم: فقال: ألسنا نزلنا تحت طلحة، وبنينا وجار، وهو ما توقد بوسطه النار، قال: بلى، فقال: وكان بجوار الطلحة وليشة (١) جمل هالك، قال: بلى.

فقال: إن هذه الطلحة تبعد عنا ممشى ساعتين للراحلة.

فنزل خاله وأمر القوم بالنزول، وقال له اذهب أنت وفلان وفلان (واحد هذين الرجلين يقال له المردسي) اذهبوا واستطلعوا الخبر، فذهب محمد مع الرجلين وقادهم إلى مكان الشجرة، وحفر لهم مكان النار التي أوقدوها العام الماضي، وأخرج الرماد وكان موقع النار قد طمرته الرياح، ثم إنه أراهم العظام المتبقية من ذلك الجمل الهالك، فاقتنعوا بصحة خبره، وعادوا وأخبروا خاله بالأمر، فأذعن خاله للأمر، وشكره وسلمه قيادة القافلة، فأوردهم الماء والمورد الذي كانوا يقصدونه.

وله قصص أخرى كثيرة ومشهورة ويتناقلها كبار السن الذين عاصروه، ويتناقلونها في مجالسهم، ومن تلك القصص قصته المشهورة التي يعرفها أهل القصيم وعامة أهل عقيل ورحيل (٢).


(١) الوليشة: الجيفة، ووليشة الجمل: جثته بعد موته.
(٢) رحيل، بإسكان الراء وفتح الحاء بعدها ياء ساكنة، هم أهل الإبل التي ينقلون عليها البضائع من موانئ الخليج العربي إلى بريدة.