تولى جار الله إمارة خب البريدي وتوفي في عام ١٤٠٨ هـ.
وسيأتي ذكر (الخرَّاز) في حرف الخاء.
أما أخوه علي بن صالح الخراز فقد امتنع عن ذلك وقال: ماذا في هذا الاسم (الخراز) من العيب؟ هذا هو اسم أبي ولقبنا وعرفنا به فلا نغيره.
وقال بعض الإخباريين من جيرانهم: إن لقب الخراز كان لحقهم لأن جدهم كان ماهرًا في الأعمال اليدوية فكان يخرز لنفسه ما يحتاج إلى خرازة كالغروب والقرب - جمع قربة - إذا انشقت ولا يحتاج إلى أن يبحث عن خراز محترف يخرزها له بأجرة.
وزاد على ذلك أنه كان رجلًا شهما فكان يخرز متبرعًا لمن يحتاج إلى مثل ذلك من جيرانه أو أقاربه، ولكنه لا يتكسب بذلك ولا يعمله حرفة.
ومن هنا جاءه لقب (الخراز).
هذا ما سمعته، وقد تبين لي أن الأمر ليس كذلك، وإنما كانوا يسمون به قبل قدومهم من الحريق، بتشديد الياء، إلى بريدة فكان منهم من اسمه البريدي ومنهم من اسمه الخراز، وسوف يأتي شرح ذلك عند ذكر (الخراز) في حرف الخاء بإذن الله تعالى.
وقد اشتهروا بهذا اللقب حتى سمي جادول وهو الطريق في الرمل للدواب والمشاة كان يمر في خب البريدي بجادول الخراز.
ولذلك قلت لجار الله بن صالح البريدي عندما علمت أنه يسعى لتغيير لقبه من الخراز إلى البريدي: إن منزلتكم أنتم يا أسرة الخراز معروفة ومكانتكم محترمة، ولم يؤثر عليها هذا اللقب فلماذا تغيرونه؟ .
كنت قلت له ذلك لأعلم الدافع الحقيقي منه، لأنه بلغني أنه فعل ذلك من أجل ألا يتوهم من لا يعرفون الأمر أن هذه الأسرة أصلها خرازون.