وكتب إليَّ الأخ الأديب عبد الكريم بن صالح الطويان منهم: أن أخاه عبد العزيز ذكر أن بدويًا قال له حين سمع اسم أسرته (الطويَّان): لماذا أجاعك أهلك؟ يعني بذلك أن طويان تصغير الاسم الفاعل (طاوي) أي جائع.
قال الأخ عبد الكريم: وهذا ما أرجحه لاشتقاق الاسم.
أقول أنا مؤلف الكتاب: إن ذلك ما لا أرجحه لأصل الاسم، لأنهم حضريون قصيميون، وليس كلمة طويان بمعنى جوع شائعة في لغتنا العامية، وإنما هي من لغة الأعراب.
و(الطويان) هؤلاء أسرة كبيرة من أهل بريدة وما حولها، وهم أبناء عم للثويني أهل السادة وللحامد أهل الصباخ، وللعياف من أهل الخبوب، وسكنوا بريدة، وللخريف أهل الصباح، وللقصير أهل التنومة بالأسياح.
كل أولئك من الجبور، ذكر لي أكثر من واحد منهم أنهم ليسوا من الجبور أهل الجناح، وإنما أوائلهم جاءوا أعرابًا من ديرة بني خالد فسكنوا الأسياح أول الأمر، وتحضروا ثم تفرقوا منها إلى مواطنهم، قال لي ذلك منهم عبد الله الثويني وهو شيخ أناف سنه على التسعين، وكان لا يزال حاضر الذهن، وهو معروف لديَّ بالصدق والضبط، ولكن أخاه عبد الرحمن قال لي خلاف قوله مؤكدًا على أن ما قاله هو - أي عبد الرحمن - هو الصحيح.
وممن قاله لي سليمان بن محمد العَيَّاف، لذلك كنت أتساءل عما إذا كان هؤلاء القوم من جبور بني خالد من منطقة بريدة وخبوبها ليسوا من أهل الجناح قرب عنيزة، وإنما جاءوا إلى منطقة بريدة وسكنوا فيها فلاحين مثلهم في ذلك مثل جماعة كانوا يسمون مجتمعين المعامرة.
وقد رجحت أن يكون أصلها المعابرة وهم الغفيص والرقيعي والمقصورة