أن استقر في فلاحته في التغيرة في الشمال الشرقي عن بريدة القديمة فعرفت فيه التفكير العميق، والنظرة الفاحصة على أشياء حتى يصح أن يوسف بأنه فيلسوف، ولكنه ليس فيلسوفًا نظريًا، بل هو عملي عامل ومجدّ في العمل المنتج.
وهو لا يصبر على مخالطة العوام السُّدَّج ويترفع عنهم، فلا يخالط فضلًا عن أن يصادق إلا أصحاب النباهة والعقل.
وقد استعمل طريقة من التجديد في مزرعته في التغيرة ذكرت زيارة لها ولقاءه فيها في كتاب (يوميات نجدي)(١).
وهذا نص ما كتبته في ذلك التاريخ.
يوم ٢٠ الثلاثاء أيضًا:
خرجت بعد العصر أتمشي على قدمي واستنشق الهواء فيممت شطر (التغيره) فأعجبني أن أجد قليبين قد ركب عليهما مكينتان قد حفرت أبارهما وركبت (مكناتها) في مدة قصيرة بعد آخر مرة أمر فيها عليها، فبعد أن لم يكن فيها غير قليبي (البليهي) و (ابن طويان) فيها الآن أربع بأربع مكائن المذكورتان ومن ابن رواف واحدة وابن طويان أيضًا واحدة.
وعدت بعد أذان المغرب مسرورًا من هذا التقدم الزراعي السريع وصليت المغرب في الطريق.
يوم ٢١ شعبان ١٣٦٩ هـ - ٧ يونيه ١٩٥٠ م الأربعاء:
اليوم خرجت ومعي اثنان من الأساتذة لنتفرج في جهة الشمال فوصلنا (التغيرة) وإذا بصالح الطويان صاحب البستان الجميل في التغيره، وإذا به يمسك بيدي هاشًا باشًا مهليًا مرحبًا يا مرحبًا يا مرحبا بالأستاذ، تفضل تفضل، نبي نوقف بك على النخل والشجر كله.