يودع الحياة، يقولون:(شمسه على روس العسبان) وهو مثل عامي شرحته، وبينت أصوله في كتاب:(الأصول الفصيحة للأمثال الدارجة). .
ويراد منه أنه لم يبقَ من عمره إلَّا مثل ما يبقى من النهار إذا كانت شمسه قد قاربت المغيب، ولم يبقَ من ضوئها شيء، إلا ما يكون على رؤس العسبان، جمع عسيب وهو عسيب النخلة: كناية عن الأماكن المرتفعة عندما كانت فروع النخيل هي أعلى شيء عندهم.
واسم الكتاب هو المراد لذلك، فهو يقول:(حمرة على أطراف السعف) والحمرة هي آخر ضوء الشمس عند الغروب، والسعف: الخوص الذي يكون في عسبان النخلة وهو لها بمثابة الأوراق للأشجار الأخرى.
ووجدت في باطن الكتاب إشارة من المؤلف لمعنى اسم الكتاب، وذلك في مقالة بعنوان:(باق من الزمن ثلاثون يومًا) ففيها قال: "يا لها من لحظات عجلي، وقعها سريع، وأسفها كبير، وحيرتها شديدة.
فعلى ماذا يأسف هذا الإنسان الذي أوشك على المغادرة وأمست (شمسه على أطراف السعف)، ص ١٧.
والكتاب بمجموعه يصح أن يوصف بما كان علماؤنا الأوائل من علماء القرن الثالث فما بعده يصفون أمثاله، إذْ يسمون الكتب الأدبية التي تجمع فنونًا من القول في قالب أدبي بكتب المحاضرات، ومن أشهرها كتاب (محاضرات الأدباء: وكنايات الشعراء والبلغاء) للراغب الأصبهاني الذي له الكتاب النفيس (مفردات القرآن).
ولكن كتب المحاضرات القديمة تحفل بالنقول من النصوص الأدبية ما بين شعرية ونثرية ويضم بعضها أبوابًا من الكلام الذي يستحيا من ذكره، كما قد تتكلم في الاستهزاء بالنساء والتهوين من شأنهن، لأن مثل هذه الكتب، بل وغيرها من الكتب لا يقرأها في العادة إلَّا الرجال، ولا تقرأه النساء والفتيات