في العصور القديمة، غير أن الكتاب الذي بين أيدينا للأديب الأريب الأستاذ عبد الكريم بن صالح الطويان، بريء من ذلك، فهو يحتوي على موضوعات عديدة مفرقة ينتظمها كلها الرغبة في العظة والعبرة، وإمتاع القارئ بالكلمة الصادقة والاستفادة الكامنة في القصص والعناوين التي في الكتاب:
مثل العناوين التالية:(الشبيه الذي لا يسرك)، (موعد مع النور)، (الصباح الذي عشقته الطيور)، (الإسلام دين الحضارة لا دين الحجارة)، في الإنكار على التماثيل المنحوتة رموزًا دينية، و (حوار مع رجل بوذي)، و (هنيئًا لمن بلَّغَ أية).
ومن العناوين المتميزة هذه العناوين:
(عَلِمَ بالكسوف فدخل مسكنه، وجهل بالزلزلة فلم يخرج منه)، و (الأرض المتصدعة)، و (البشر لا يشبهون الأشجار)، مع أن هذا العنوان ليس على إطلاقه، إذْ ورد في الحديث الصحيح تشبيه المؤمن بالنخلة حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم:"إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المؤمن نبئوني ما هي؟ ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إنها النخلة".
وهكذا يمضي المؤلف الكريم في إيراد المضامين المتعلقة بهذه العناوين التي يبلغ عددها ١٣٩ عنوانًا، وآخرها (وداعًا إلى لقاء) وهي قصيدة رثي بها صديقه ناصر بن صالح اليحيي الذي توفي في حادث سيارة في عام ١٤١٨ هـ، وقبله عنوان (رحل الهلال بسابع من عمره).
إن موضوعات الكتاب موضوعات طريفة، وبعضها يسجل حكايات أو لمحات أو حتى وقائع لم تسجل من قبل، وقد أنفق المؤلف وقتًا ثمينًا، بل أوقاتًا ثمينة في جمعها أولًا، ثم في كتابتها وتدوينها.
وبخاصة أنه كان يمهد في الغالب للمقصود من العنوان بتمهيد من عنده يوضح المقصود مما سيورده فيه، أو يكتب تذييلًا يوضح ذلك أيضًا.