وتهلل وجه الرجل، وعادت إليه الحياة من جديد، وقال بلهفة وفرح، كمن رأى ابنه: إنه هو كما فقدته! !
وضحك صاحبه، وهو يعقب، وأضعًا فوقه كيسين من النقود الذهبية: وهذه أيضًا أرباح المتاجرة بمالك!
وقام الرجل فعانق صاحبه ودعا له وأثنى عليه!
(محكية تراثية) تحكي لنا عن مروءة وأمانة ونبل رجال (العقيلات) وأنهم كانوا رجالًا من الصحراء، تعلموا منها الصبر والحلم والنقاء، واكتسبوا من دروسها تعاليم راقية، وتخرجوا منها بمواهب ومؤهلات أهلتهم للفوز بمعركة الحياة في زمانهم ... ).
وموضوع ثانٍ بعنوان (باق من الزمن ثلاثون يومًا! ).
باقي من الزمن ثلاثون يومًا! :
لو قيل لمؤمن بالله سليم البدن، صحيح العقل: إنك سترحل بعد ثلاثين يومًا، ولن يقول له مخلوق قولًا كهذا، فذلك العلم غيب لا يعلمه إلا الله، ولكنه افتراض نفترضه, فعلى أي شيء تتوقع سيأسف عليه هذا المؤمن وهو يغادر هذه الدنيا الحلوة الخضرة التي عاش فيها زمنًا طويلًا عرف فيها ربه وعرف فيها نفسه، وعرف حياته الطويلة العريضة التي سيتركها فجأة بعد ثلاثين يومًا! ، يا لها من لحظات عجلى وقعها سريع وأسفها كبير وحيرتها شديدة على أطراف السعف! أفتراه سيأسف على ذلك المبنى الذي لم يُتمه، أم على ذلك المشروع الذي لم يكمله، أم على ذلك المال الذي لم يقبضه؟ ! لا أتخيل أن مؤمنًا بالله عاقلًا كيسًا سيأسف على شيء من حطام الدنيا الفاني، وعرضها الزائل الذي ليس منه فأبلى، ونال منه فأفنى!
إني لا أراه متأسفًا على شيء فاته إلَّا على عمر انقضى فجأة لم يجلس فيه سويعات خالصات نقيات صحب فيها كتاب الله الكريم وتنزيله العزيز يتلوه