واليوم أسبغ عليك أنعام ما تُحصى ... ما يحصيه بالعيد إلا اللي أسداها
أعطاك من نعمته عقل تميز به ... وماينفع النفس في دنياه وأخراها
مَيْرانّك آثرت ما يفني على الباقي ... ألحقت نفسك مع أهل الشر لمناها
أهلكتها بالمعاصي ما تخاف الله ... إحذر تطاوع هوى نفسك بطغواها
إحذرْ تر المنتقم يمهل ولا يهمل ... وان أمهل أهل المعاصي عابي داها
أحذرك وانذرك لا تنسى جميل الله ... أنعام ما له عدد لياك تنساها
واعرف ترا شُكرها الطاعة لمسديها ... وكُفر النعم في معاص رب انشاها
ما نسأل إلا من الخلَّاق سبحانه ... يشفي قلوب غلب داها على دواها
اللى خلق جملة المخلوق من نطفه ... وقبل خلقها من آدمها وحوّاها
وفاوت فيما بينهم بالدين والدنيا ... والعلم والحلم وذكا النفس وغباها
فضل بعضهم على بعض بدنياهم ... وبالقول والفعل وطيب النفس وهداها
منهم شجاع كريم بنفسه وماله ... عزيز نفس ترفع عن دناياها
ومنهم جبان بخيل أطمع من أشعب ... يبخل على النفس لو ايطابق قواها
ألوانهم تختلف ولغاتهم واجد ... وكرامه الكل عند الله تقواها
الله خلقهم وبالأخلاق فرقهم ... ماوي أخلاقهم بانت وحسناها
لولا الاطالة ذكرنا باقي الأصناف ... فيهم اخصال كثيرة ما ذكرناها
قال عمر الظاهر وهذه قلتها في أنه ليس لأحد عذر ما دام الكتاب والسنة بين يدينا:
أبدأ النصيحة ابحمد اللى هو الهادي ... والشكر لله بولاها وآخراها
الواحد الي له الحجه على خلقه ... ما عاد لحدٍ عذر من بعد ما أوحاها
أبان للناس درب النار والجنه ... بايات في محكم التنزيل نقراها
أرسل الكلامه داعيه بدعوها ... لجنة الخلد إن طاعت الدعواها
تبشر ابعز وتمكين ابدنياها ... وبالآخرة جنة الفردوس مأواها
تأكل من أثمارها وتشرب من أنهاره ... ومن قبل ذا تُعطي كتابه بيمناها