للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يا ويل (ابن عامر) من النّار ويلاه ... اللي فرق بين القلوب الوليفه

كم من عجوز تسهر النّاس ببكاه ... تبكي على ولدٍ لها غاب ريفه

لو شاوروها مالك الله تعداه ... هرجة ولدها في محلَّه طريفه

* * * *

يا راكب للي يبرم الراس ممشاه ... العصر يمسي فوق وادي حنيفه

يلفي لاخو نوره ويبدي شكإياه ... ويقول له يازبن الديار المخيفه

كم من عجوز ما تصرف بدنياه ... بدت عَجول مثل خطو العسيفه

يا ويل ابن عامر من النّار ويلاه ... يا كيف هو يبصر وحاله نحيفه

ثم ذكر بيتًا من الهجاء لم أرد إيراده.

أقول: لو كان الذين هجوا ابن عامر أو دعوا عليه في أخذ أولئك الشبان من أوطانهم إلى الطائف ليدرسوا في دار التوحيد في الطائف نظموا قصائدهم أو وجهوا سهام دعائهم إلى ابن عامر قد فعلوا ذلك بعد عام واحد فقط من هذه الواقعة لصار ذمهم لعبد الله بن عامر مدحًا، ولصار دعاؤهم عليه دعاء له، إذ تبينوا أنّه كان ناصحًا أمينًا لهم، مريدًا الخير لأبنائهم منفذًا الإرادة الملك عبد العزيز آل سعود في تعليم بعض أبناء شعبه تعليمًا علميًا عصريًا منظمًا، من دون أن يتحمل أحد منهم على ذلك نفقة أو حتى يبذل جهدا غير جهد التعليم الذهني الذي يجب على طالب العلم أن يبذله إذا أراد المعرفة.

ومما يجدر ذكره أن الدّين أخذوا بالقوة من أهاليهم قيل لهم بعد أن قضوا سنة دراسية في دار التوحيد بالطائف وسمح لهم بالعودة إلى بلدانهم أن من أراد منهم أن لا يرجع للدراسة في دار التوحيد فإنه يمكنه البقاء في بلده.

فكان أن اختاروا الرجوع طائعين مختارين بعد أن كانوا سافروا مكرهين.