وهو كفيف البصر حدثني والدي رحمه الله قال: كان إبراهيم العبادي والد الشيخ عبد العزيز العبادي صاحب دكان قريب من ذكان والدي - جدي - فكان ابنه عبد العزيز يأتي لدكانه وهو صغير وقد أصابه مرض في عينيه اضطره إلى أن ينقطع عن الخروج للدكان فكان الناس يسألونه عنه.
قال والدي: ومرة سألناه عنه، فقال بحرارة: الله يخلف عليه، راحت عيونه، ثم قال بعد ذلك بحرقة، وبعد تأسف: عبد العزيز صار اليوم من حسبة خواته، يريد أنه مثل أخواته البنات في البيت لا يستطيع أن يكسب عيشه لأنه أعمى، لكن الله يخلي له سليمان وكان ولد للعبادي ابن حديث الولادة سماه سليمان.
وقد اعتقد الأب أن سليمان الصغير هو الذي إذا كبر سيقوم على شئون البيت ورعاية أخواته وأخيه الأعمى عبد العزيز.
ولكن الله سبحانه وتعالى أراد غير ذلك، فطلب عبد العزيز العلم وأدرك منه وهو صغير ما لم يدركه كثير من طلبة العلم الكبار في السن لذلك كانوا يجلسون عليه في درسه مثلما يجلس عليه الصغار من الطلبة.
وكان ذكيا ومحبوبا من الناس لذلك أجمع طلبة العلم في بريدة عليه وبخاصة من لا تمكنهم معرفتهم من القراءة على شيخه عمر بن سليم فكان يجلس للجميع في جميع فنون العلم المعروفة من علوم العقيدة إلى الفقه والفرائض والنحو.
وقد رزق البركة في تدريسه فقلما أفلس من العلم من قرأ عليه لذلك طار صيته خارج بريدة حتى وفد عليه الطلاب من أنحاء القصيم ومن غيرها فكثر تلاميذه واتسعت حلقة الدارسين عليه.
وعندما أدركت الأمور كان الناس ينظرون إليه نظرة تقدير وإجلال.
حتى توفي في عام ١٣٥٨ هـ ولا يزال في سن الشباب لم يصل إلى مرحلة الكهولة.