ولم أقف للشيخ العبادي على رسائل أو مصنفات جريًا على عادة علماء القصيم الذين لم يكونوا يرون التصنيف مع قدرتهم عليه، وذلك منهم من باب التواضع، ونكران الذوات.
بل لم أر لطلابه الكثر من قيد ما كان يلقيه عليهم من فوائد علمية، ونكت فقهية أو نحوية في أثناء الدروس مع أنه كان يذكر لهم أشياء لا يجدونها في كتبهم مما استنبطه من النصوص، وذلك أيضًا ناشئ عن عادة عندهم قديمة، وإلَّا لو كان أحد منهم ندب نفسه لمثل ذلك لأفادنا اليوم في معرفة تفكيره وفهمه للنصوص.
إلَّا ما ذكره الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي أحد تلاميذ الشيخ العبادي الدارسين عليه وما عرفه عنه، فقال:
"أول من قرأت عليه الشيخ عبد العزيز العبادي، وكان كفيف البصر، قوي الذاكرة، آية في الحفظ، محبا لطلاب العلم، ومثابرا على جلسات العلم، وكان عمره عندما كنت أقرأ عليه يقارب الثلاثين، فقرأت عليه كتب الإمام محمد بن عبد الوهاب استفتحت بثلاثة الأصول، وثنيت بكشف الشبهات ثم التوحيد ثم جئت على أكثرها قراءة، والنحو، والفرائض، والمنتقى، ومتن الزاد، وورقة الجويني في أصول الفقه.
أما القرآن فقد راجعته عليه حفظا وضبطا إلى سورة النساء ولم تنقطع ملازمتي له حتى توفاه الله في شهر صفر عام ثمانية وخمسين وثلاثمائة وألف من الهجرة.
أما جلسات شيخنا العلامة العبادي فكانت على هذا النسق:
فترة أولى تبدأ عقب كل صلاة الفجر وتنتهي بعد طلوع الشمس.
فترة ثانية تبدأ في الضحى وتنتهي قبيل الظهر.
فترة ثالثة تبدأ من بعد صلاة الظهر وتنتهي قبيل العصر.
وهذه الفترات الثلاث كانت في مسجد المشيقح، وهناك فترة رابعة تبدأ من