بعد صلاة العصر إلى قبيل المغرب، وهذه الأخيرة كانت في جامع بريدة الكبير (١).
انتهى كلام الشيخ صالح البليهي.
ومن طريف ما يروى عن الشيخ عبد العزيز العبادي رحمه الله أنه عندما نصبت البرقية في بريدة، وكثر جدال المتدينين الذين لا يعرفون حقيقتها حولها فمنهم من زعم أنها سحر لا إشكال فيه، إذ كيف يمكن أن ينتقل الكلام في لحظة من بلد بعيدة إلى بلاد بعيدة أخرى؟ كما يقولون، وأنكر بعضهم وجودها في بريدة (بلاد المسلمين) بل اشتد في النكير.
طلب الشيخ العبادي من أحد تلامذته الذين يثق بهم أن يذهب به إلى مكان البرقية بعد المغرب في الظلام قائلًا له:
سوف نعرف غدًا جازمين ما إذا كانت البرقية سحرًا أو صناعة.
فأخذ يقرأ عليها القرآن ويجتهد في القراءة، وقال للذي معه: با أخي إذا كان صباح الغد ورأيت البرقية لا تزال تعمل فاعلم أنها صناعة، ولن نشك في ذلك، وإذا كانت قد توقفت فإنها تكون سحرًا من عمل الشيطان قد أبطلته آيات الله التي تلوناها عليها.
قالوا: فلما أصبح الصباح وعرف أنها لا تزال تعمل، أخذ يعلن اعتقاده الذي لم يرض بعض المتشددين وهو أن (البرقية) صناعة من الصناعات.
وقد فصل تلميذه الشيخ إبراهيم بن عبيد أحواله في ترجمة له مطولة من تاريخه لخصتها هنا قال:
ذكر وفاة الشيخ العبادي ١٣٥٨ هـ رحمة الله عليه، ففيها في عاشر صفر وقت طلوع الفجر منه، وذلك بكرة يوم الجمعة توفي الشيخ وهذه ترجمته:
(١) الشيخ صالح البليهي وجهوده في الدعوة ص ٧٠ (رسالة دكتوراه) للأستاذ محمد بن عبد العزيز الثويني.