للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هو العالم العلامة اللوذعي الماهر في العلوم شيخنا الشيخ أبو إبراهيم عبد العزيز ابن إبراهيم بن عبد العزيز (١)، العبادي رحمه الله وعفا عنه، ولد حوالي سنة ١٣١٤ هـ وكان والده كاتبًا فنشأ على العفة والعبادة والزهد والورع وكان قليل ذات اليد وأمه ابنة الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم فأخواله آل سليم، لازم الشيخ عمر بن محمد بن سليم فأخذ عنه وتتلمذ له وجعل يدأب في طلب العلم حتى بلغ رتبة تقصر عنها سورة كل مطاول وتتلاشي دونها وثبة كل مماثل، وكان صبورًا على حلو الزمان ومره وله محبة في القلوب وقبول لدى الخاص والعام وله مؤهلات بلغته إلى رتب عالية بلغ بها إلى أن كان في النيابة في قضاء بريدة إذا تغيب القاضي عنها.

أما مشايخه فإنه أخذ العلم عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم، وأخذ عن غيره من العلماء وأخذ أيضًا عن الشيخ عمر بن محمد بن سليم، وأكثر الأخذ عنه وتخرج عليه، وجد واجتهد حتى برع في علم التوحيد والأصول والفروع وكان لا يحقر أحدًا أن يأخذ منه الفائدة ولو شئت لقلت إنه كان إذا سألته عن مسألة وأنس مني إلماما بها يحرج مقامي في المصادر التي عثرت عليها فيها، وكثيرًا ما يبعث السؤال للعلماء كالشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري ويأخذ رأي العلماء في المشاكل ولا يتكبر ولا يتجبر.

ولما بلغ من العمر خمسا وعشرين سنة جلس للتدريس بإجازة من شيخه عمر بن محمد فجعل يعلم في تجويد القرآن ويدرس فيه على طريقة التجويد والضبط ويعلم في بقية العلوم فازدحم على مجلسه خلق كثير وجمع غفير وجثت التلامذة والأقران والشيوخ أمامه على الركب يقتبسون من فوائده ويستفرغون


(١) أقول: هذا غلط والصحيح أن اسم جده عبد المحسن وليس عبد العزيز، وقد عرفنا ذلك من عشرات الوثائق التي كتبها وذكر أن اسمه إبراهيم بن عبد المحسن العبادي، وسوف أورد في آخر الترجمة شاهدًا أو شواهد لذلك.