للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

منطوقه وكان لا يسأم التدريس ولا يمل، مكرمًا للإخوان ويحب الكتب ويجمعها ويجعل لكل كتاب غلافًا من القماش ولا يزال يقلب كتبه ويكثر لمسها ويحتشمها ولا يثق على كتبه شريفًا ولا وضيعًا وقد هيء لها دواليب من الخشب، وكانت مجالسه عامرة بالتدريس ليلًا ونهارًا ينتابها الأهالي والأجانب وهذه كيفيتها.

جلس للتدريس في بداية الأمر في المسجد الجامع في بريدة بعد صلاة العصر في تجويد القرآن فكل تلميذ يقرأ ورقة وغالب التلاميذ يدرسون في القرآن حفظًا، فإذا ما فرغت حلقة أهل القرآن شرع أناس يدرسون في كتب الحنابلة وغيرهم، ثم جلس بعد ذلك في مسجد آل مشيقح للتدريس فكان إذا صلى الغداة تحلقت عليه حلقة لأخذ علم النحو ثم حلقة أخرى في علم قسمة المواريث فإذا ما طلعت الشمس قام يتوضأ ويتناول شراب القهوة في بيته.

فإذا كان بعد طلوع الشمس وانتشارها عاد إلى المسجد فوجد الطلاب والمتعلمين ينتظرونه حلقا حلقا فيصلي تحية المسجد ثم يجلس يدرس في سائر فنون العلم إلى قريب زوال الشمس ثم يعود إلى بيته فإذا ما صلى الظهر في المسجد المذكور جلس للتدريس إلى أذان العصر، وأشهد لرأيته مرة أذن مؤذن صلاة العصر وقد بقي ثلاثة من التلامذة لم يقرعوا فإذا صلى العصر جلس في المسجد الجامع يدرس إلى أن توارى في الحجاب (١)، وقد تغرب الشمس وقد بقي بقية لم يصل إليهم الدور.

أما الكتب التي يدرس بها عليه فإليك بعضها.

درسنا عليه كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين، وكتاب حادي الأرواح في صفة الجنة، وكشاف القناع عن متن الإقناع والروضة الندية الصديق بن حسن القنوجي، ويدرس عليه في المغني لابن قدامة، والشرح


(١) توارت الشمس في الحجاب بمعنى غربت.