للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهو يقرأ في الطريق ولم يتول شيئًا من المناصب أو الإمامة والخطابة، وذلك رغبة من شيخيه وخاليه عبد الله وعمر بأن يتفرغ للتدريس، إلَّا أن الشيخ عمر رحمه الله كان يخلفه على قضاء بريدة إذا سافر، وهو خليفة الشيخ عمر إذا سافر حتى توفي - رحمه الله - وذلك قرابة سبع سنوات.

والعجيب في حفظه أنه يذكر أين يقف طالب العلم في القراءة حتى لو انقطع طويلًا، فقد ذكر لي الأخ عبد الله السليمان العمري قال: غبت للدراسة خارج بريدة ستة شهور، انقطعت خلالها عن الدرس على الشيخ عبد العزيز العبادي، فلما عدت للقراءة عليه لم أبدأ من الموقف الذي وقفت عليه في القرآن، فقال لي: إنك قد وقفت على آية كذا من سورة كذا! !

وقد لاحظت بنفسي شيئًا يشبه هذا، فكلما غلط أحد من الطلبة في موقفه من القرآن نبهه عليه، وكذا في الفقه والحديث، وقد نفع الله به في الفتيا فكان الناس يستفتونه فيما يشكل عليهم، فكلما وصل إلى منزله وجد من يستفتي خاصة النساء، أما الرجال فربما لحق به بعض الناس في الطريق للاستفتاء، وهو لين الجانب مما يرغب العامة في سؤاله فيما أشكل عليهم.

ولادته:

ولد رحمه الله عام ١٣١٤ هـ وقضى حياته منذ الصبا في التعلم والتعليم والعبادة.

وتوفي رحمه الله يوم الجمعة العاشر من شهر صفر عام ١٣٥٨ هـ وحزن الناس لوفاته حزنا عظيما وترحموا عليه، وحضر الصلاة عليه خلق كثير من بريدة وضواحيها (١).

هذا وقد عد الشيخ صالح العمري أسماء تلامذة الشيخ العبادي والآخذين


(١) علماء آل سليم، ص ١٦٦ - ١٦٧.