مختصر المقنع وهي قوله (فلم أتعرض للخلاف طلبًا للاختصار) قال يا ليته تعرض، ولبث مرة يفسر الترجمة التي في كتاب التوحيد قول الله تعالى {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} فأطال حتى أتم ثلاثين دقيقة وقيل له إن من التلاميذ من لا يلم بالإطالة بالتفسير فلو اختصرت له فقال إني أفسر لأفيد نفسي والحاضرين.
وقرأ عليه طالب علم في القرآن الكريم وكان الطالب هذا موسومًا بالصلاح فلا يتمالك من البكاء في القراءة فتحرج لكثرة وقوفه ولما علم بما أوقفه وجعله لا يستمر كان يراعيه ويأخذ له اناءة حتى يخلص وهو يسأل الله الذي رزقه الخشوع أن يمن على من لا يخشع (١).
وقال تلميذه الشيخ صالح بن سليمان العمري رحمهما الله:
وكان الشيخ العبادي رحمه الله دقيق الشرح للطلبة فلا يترك كلمة تحتاج إلى شرح إلَّا ووضحها، وربما يعيد قراءة القارئ في الحديث والفقه كاملة، ثم يتكلم عليها مسألة مسألة حتى مع صغار الطلبة، لكي يظل عالقًا في ذهن الطالب وهو يحفظ أكثر الكتب التي تقرأ عليه، وعندما كنت أقرأ عليه وأنا صغير أحفظ بعض كلماته في الشرح، وربما صعب على فهم بعض المعاني، فلا ألبث أن أعرف المعنى، ولاشك أن ذلك ببركة نيته الصالحة عند تلقين الطالب للمعاني.
وقد يستمر مجلسه أحيانا بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس، خاصة في الأوقات التي يحضر فيها الطلبة من القرى والضواحي، وعلى وجه العموم فإن الله قد نفع بعلمه خلقًا كثيرًا.
وكان وقته مشغولًا بالقراءة والدرس، حتى وهو في الطريق من المنزل إلى المسجد أو إلى غيره، فإنه يقرأ شيئًا من محفوظاته، وربما يسمعه المارة