وكان فرضيًا نحويًا يمتاز امتيازًا ملحوظًا في هذين الفنين، وله اليد الطولى في علم التوحيد، أما محصوله من علم التجويد فكان مبرزًا فيه وبالجملة فقد كان من العلماء المجيدين القلائل رحمهم الله.
نشاطه العلمي وأعماله:
كان رحمه الله يقوم مقام خاله الشيخ عمر بن سليم قاضي بريدة إذا غاب أو انتدب ويجلس للتدريس في المسجد فيلتف حوله عدد كبير من الطلبة أخذوا عنه الفقه وأصوله والتوحيد والتجويد والفرائض والنحو وغيرها من العلوم، وقد نفع الله به، وكان يبحث مع طلابه كبار المسائل وصغارها، ويجري لهم الاختبارات ليعلم مدى فهمهم واستيعابهم لما درسوه، مما كان له أثر في حياتهم، وقد حفظ أوقاته في التعليم فكان يجلس للطلاب من بعد صلاة الفجر حتى الساعة الثانية (غروبي) ومن بعد صلاة الظهر حتى العصر، وبعد صلاة العصر حتى قبيل أذان المغرب، طيلة حياته رحمه الله.
ويقول الشيخ العمري في كتابه وهو ممن قرأ عليه: ومنذ بلغ العشرين من عمره تصدى للتدريس بإجازة من شيخه وخاليه عبد الله وعمر بن ممد بن سليم فابتدأ عليه صغار الطلبة ثم ما لبث أن شاع ذكره بين الخاص والعام، فأقبل عليه الطلبة الكبار بأخذون عنه، ويقرأون عليه، حتى لقد أدركت وشاهدت عددًا غير قليل من كبار طلبة العلم والعلماء يقرأون عليه وهم أكبر منه سنًّا، قرابة عشرين سنة، وليس من طالب علم يقرأ على الشيخين عبد الله وعمر (آل سليم) إلَّا ويقرأ عليه، وله مجالس للتدريس عامرة خاصة بعد صلاة العصر وبعد الفجر وبعد طلوع الشمس، وله مجالس خاصة مع كبار طلبة العلم الخاصة، ومن الذين يجلسون معه للمذاكرة: الشيخ عبد الله ابن إبراهيم السليم ليلًا، والشيخ صالح بن أحمد الخريصي صباحًا، وقد حدثني الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سليم أنه ربما أذن الصلاة الفجر وهما في مذاكرة وبحث.