توفي في مدينة بريدة في صفر عام ١٣٥٨ هـ رحمه الله رحمة واسعة (١).
وأقول أنا مؤلف هذا الكتاب: إنني عرفت الشيخ العبادي معرفة مشاهدة وليست معرفة علم، لأن سني عندما توفي كان ثلاث عشرة سنة إلَّا أشهرًا.
ومع ذلك كنت بدأت القراءة أو قل: إنها طلب علم على إمام مسجد الحي الذي نصلي فيه وهو الشيخ صالح بن إبراهيم بن سالم بن كريديس، والمسجد هو مسجد عبد الرحمن بن شريدة في شمال بريدة القديمة.
ولكن سني كانت صغيرة على القراءة على الشيخ العبادي، وبخاصة أن المسجد الذي يدرس فيه بعيد عن بيتنا، وكذلك مجالسة بعيدة.
فأذكر الشيخ العبادي رجلًا لطيف الجسم مربوع القامة، جم الحركة حتى وهو جالس لا يكاد يبقى ساكنا فإما أن يتحدث ويشير بيديه أو أن يمسك بأحد الذين بقربه، أو أن يمسك كتابًا بيده.
ورأيت الطلبة يتسابقون للإمساك بيده لكونهم يستفيدون من فوائده العلمية أثناء المشي معه.
والده:
والد الشيخ العبادي هو إبراهيم بن عبد المحسن العبادي وهو رجل كاتب معتبر الخط عند القضاة ولذلك قصده الناس كثيرًا ليكتب لهم العقود من المبايعات والمداينات والشهادات وحتى الأوقاف والوصايا.
وقد كتب بخطه كثيرًا من ذلك، منه هذه الكتابات التي لن نتكلم عليها، لأن المقصود من إيرادها هو بيان خط المذكور وبعضها تكلمت عليه في مكان آخر من هذا الكتاب.