للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على بقايا رجالٍ من أئمته ... من للهدى والتقى والحق قد نالوا

أهل التقى هم رواس الأرض قاطبة ... بدونهم يا فتى رجفٌ وزلزالُ

أهل التقى هم شموس العلم ساطعة ... بدون أهل التقى جهلٌ وإضلالُ

هم قادة الخلق نحو الشرع مع سننٍ ... فان تنّحوا يسودَ القومَ جهالُ

ما راعني نقص دنيًا أو زيادتها ... لم يُبْكِ عين بها رسمٌ وأطلالُ

بل راعني موت أعلام فطاحلة ... العلم في وقتهم يا صاح يختالُ

ألم تر الشيخ عبد الله كيف مضى ... أعني ابن عبدانَ منْ الخير فعالُ

ومن تلاميذ أقطابٍ لنا سلفوا ... عاشوا زمانًا بخيرٍ نعمت الحالُ

ومن تلاميذ أخيار جهابذةٍ ... لهم على الكل بعد الله أفضالُ

آل سليم شموس العلم في سلفٍ ... من في فنون علوم الشرع قد جالوا

فهم أئمة حقٍ لا مراء به ... لا تستمع قول إخصام وإن قالوا

مدارسٌ سلفت بالخير قد غمرت ... بربعها للفتى شوقٌ وإقبالُ

ما أجمل الحال والتوحيد ديدنهم ... بروضة العلم أشياخٌ وأطفالُ

بل خيلهم في رياض الحق مسرجة ... والكل منهم بهذا السبق جوالُ

أفنى شبابًا له في العلم يطلبه ... لم يلهه عنه أطماعٌ وإشغالُ

سل البلاد التي ولى القضاء بها ... تنبئك عن قدره يا صاح أفعالُ

لقد توفي بعد الدرس عالِمُنا ... واختُتمت بدروس الحق أعمالُ

من التلاميذ بعد الشيخ يرشدهم ... إذا جرى في بحوث العلم إشكالُ؟

يا ربنا اجبر مصاب المسلمين به ... واجعله في جنة الفردوس يختالُ

قضا الإله قضاءً لا مرد له ... على الخلائق طرًا أينما مالوا

فالموت حقٌ ودربٌ سوف نسلكه ... لقد مضى فيه أجيالٌ وأجيالُ

وهذه الدار لا تبقى مسرتها ... لو طِبتَ حالًا بها ساءتك أحوالُ

أين الأحبة والأحباب بعدهمو ... وأين من ملكوا فيها ومن صالوا

وبعد ذاك مقامٌ للحساب غدًا ... لا ينفع المرءَ أنسابٌ وأموالُ

عند الموازين والجبار ناقدها ... تبدو بموقف ذاك اليوم أهوالُ