وسبب تلقيبهم بذلك ما أخبرني به والدي والشيخ عبد العزيز المعارك أن حسن بن عبود العبود منهم كان جَمَّالًا يجلب الحطب على بعيره ويبيعه في بريدة، قال: في ليلة من الليالي باردة بحثت عن ذرى أتقي به هذه الريح أنا وجملي لأن البعير يبرد كما يبرد الإنسان فرأيت شجرة كبيرة من شجر العشر، وكنت سمعت أن العشر هو من منازل الجن فقلت في نفسي: أنام أنا وبعيري تحت هذه الشجرة التي ترد عنا الهواء البارد.
قال: وقد نمت بالفعل ولما كنت بين النائم واليقظان رأيت عجوزًا قصيرة هرمة عليها شوشة منتفشة ومعها شايب أي شيخ هرم خلقته كخلقتها فقالت العجوز: إهه وجلست عندي، وقال الشاي مثلها وجلس بجانبها، وكلمة: إهِهْ يقولها الكبير إذا كان متعبًا، ثم قالت العجوز بعد أن جلست:
من رواق ظهرنا
فقال الشايب: لين جينا النفود
فقالت العجوز:
بالشجيرة قعدنا
فقال الشايب: عند راع القعودِ
قال حسن العبود: فقلت لهما: إنْ كان أنتم جَنَّ فأنا (أبو الجن) والله ما هميتون.
قال: فقاطعني الشايب قائلًا: حنا نعرف أنك أبو الجن و (أم الجن) ولا لنا قدرة على عقلك لكن، والله أن إما إنك تخلي شجرتنا - يعني شجرة العشر - الذي كان تحتها، وإلَّا إننا نجفل بعيرك ولا تلقاه إلَّا بعد ثلاثة أيام.
فكان حسن العبود يحدث بذلك فلقبه بعض الناس (أم الجن) على اللفظ الذي ذكر أن الجني قال له.