وعلى ذكر ذلك اللقب حدثني أشياخنا أن أحد وجهاء آل سالم ممن لهم نخل في واسط كان قد اعتاد على أن يدعو قاضي بريدة ومعه بعض الكبار من طلبة العلم إلى نخله في واسط في القيظ، جريًا على عادة الكثير من الأعيان والوجهاء، وأنه ذات مرة أراد مداعبة القاضي وإدخال السرور على من في المجلس فقال: يا شيخ أحسن الله إليك - وهذه جملة تقال في مخاطبة العالم الكبير خاصة - ما قولك في الذي يجمع الجنَّ ويفرقهم؟ فسكت الشيخ قليلًا، واشرأبت أعناق الحاضرين لمعرفة جوابه في هذه المسألة التي كان كثير من أهل نجد في زمن الجهل يعتقدون بأن بعض الناس يستطيع ذلك ويفعله.
فأجاب الشيخ: لا يستطيع أحد أن يفعل ذلك إلَّا نبي الله سليمان بن داود الذي سخرت له الجن والإنس، فقال ابن سالم: أنا أستطيع، أنا أستطيع أن أجمع الجن وأفرقهم؟
وبين دهشة الحاضرين لهذا الجواب الذي صدر من رجل عاقل رشيد متدين أخذ يقول: يا دحيم ويا سليمان، يا إبراهيم، يا .... فزاد عجبهم فلما حضروا واكتمل حضورهم عنده قال: روحوا أنت يا فلان للجهة الفلانية، وأنت يا فلان للجهة الفلانية، وكلهم من الشبان.
ثم التفت إلى القاضي وإلى الحاضرين وقال: في وسط دهشتهم: ها أنا ذا أحسن الله إليك - قد جمعت الجن وفرقتهم.
إن هؤلاء الذي رأيتهم هم الذن يسمون الجِنَّ، فتبسم القاضي الذي لم يكن يليق بمقامه في ذلك الوقت أن يقهقه وضحك الآخرون، وكان كل الذين دعاهم من (العبود) هؤلاء من الذين يسكنون في خب واسط ومن الذين جاءوا لحضور هذه الدعوة.
ومنهم فايز بن عبود الحسن العبود كان متزوجًا من فاطمة بنت إبراهيم بن عبد الله المعارك فغضبت من والدته بسبب نزاع بينهما فذهبت إلى بيت والدها وأبت الرجوع إلى زوجها.