منهم شخص قتله عبد العزيز بن رشيد مع الحواشيش سنه ١٣٢٣ هـ في القعرة.
ومنهم محمد بن عبد الله بن عَبُّود جَمَّال كان يذهب إلى البر يحضر الحطب على جمله ويبيعه في بريدة، وفي أول عهد الأمير عبد الله بن فيصل الفرحان بإمارة بريدة كان ابن عبُّود هذا وحطاب آخر هو سليمان النويصر ذاهبين إلى موضع الحطب في نفود الثويرات، وكانا نائمين فمر بهما لصان أحدهما اسمه ناشي والآخر اسمه نويشي فسرقا جمليهما وهربا بهما إلى جبل النير حيث منازل جماعتهما فجاء ابن عبود ورفيقه إلى بريدة مشيًا على الأقدام ورفعا الأمر إلى أمير بريدة الأمير عبد الله بن فيصل فأرسل مَرَّية لقص الأثر ورجالًا من رجاله مسلحين فمسكوا أثرهما ومعهما الجملان حتى وصلوا إلى النير ثم قبضوا عليهما واحضروهما إلى بريدة معادلين على بعير ودخلوا بهما مدينة بريدة عصرًا وكنت إذ ذاك صبيًّا في الثانية عشرة من عمري ولكني أذكر ذلك فسجنهما ابن فيصل واعترفا بعد ذلك بالسرقة فحكم عليهما الشرع بقطع اليد لأنهما قد أخذا الجملين وهما معقولان بالعقال وذلك هو حرز الدابة.
ولكن الملك عبد العزيز رحمه الله أمر بأن يقطع من كل واحد رجله ويده نكالًا لهما لأن الناس كانوا قد بدأوا ينسون الجريمة ولا يقارفونها، فقطعت يد ورجل من كل منهما وعُلِّقت بحبل في السوق فأخذ الصبيان وكنت منهم يصافحون اليد المقطوعة فأنشأ ناشي قصيدة طويلة في هذه المسألة يدعو فيها على جمل ابن عَبُّود الذي كان السبب في ذلك كما يقول، منها قوله:
يا لا عادْ سَرْقة جمل عَبُّود ... خَذَتْ منَ العمر لدَّاته