ولكن العجيب أن الرجل جد والدي صارت له الآن دكاكين أكبر منها على ميدان الجامع الكبير في بريدة في الشمال منه مباشرة غير أنها وقف له وليست ملكًا.
وكان اشترى أربعة بيوت تقع إلى الشمال من الجامع وجعلها بيتًا واحدًا سكنه في حياته وأوقفه على أبنائه الثلاثة عبد الله وإبراهيم وعبد الرحمن: جدي.
وقد تقاسمه أبناء الأبناء قسمة مصالح لأنه كبير فصار لكل واحد ثلثه بيتًا مستقلًا وصار نصيب والدي الذي كان وحيد أبويه ليس له إخوة وإنما له أخوات القسم الشرقي منه وفيه غرفة مستطيلة تفتح إلى ما يشبه (الصالة) الصغيرة يسمون هذه الغرفة وما قبلها (عكة).
ولم ينزل أحد من الأبناء ولا أبناء الأبناء في القسم الذي يخص والدي من البيت لأنه كان يملك بيتًا خاصًّا به، غيران لوالدي أختًا واحدة غير شقيقة ليس لها من الذرية إلَّا بنت مع زوجها وأولادها فسكنت فيه، وكانت تسميها وهي دار (عكة) تقول: جيت من عكة أبي أروح لعكة ولا تدري معناها ولا ندري ونحن صغار معناها أيضًا.
وذلك أن صاحب البيت - جد والدي - عبد الكريم العبود كان أصاب البلاد مرة مطر عظيم متصل خرج بسببه أهل البيوت في بريدة من بيوتهم حذرًا من أن تسقط عليهم، فقال: والله إن طول الله لي، إني ما أطلع من بيتي ولو كثر المطر.
وقام بالفعل ببناء تلك الغرفة الكبيرة بالحجارة حتى وصل إلى السقف وجعل خشبه فوق الحجارة، وأسماها (عكة) لا شك في أنه على اسم مدينة (عكا) في فلسطين التي كان حصنها قد اشتهر في التاريخ بمناعته وتحمله.
وعندما أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز جزاه الله خيرًا بهدم جامع بريدة الكبير وتوسعته دخل أكثر ذلك البيت: بيت عبد الكريم