وأحفادهم فعاد البيت واحدًا وقفًا، وبطلت قسمة المصالح تلك، وعندما أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله وجزاه الله عنا خيرًا بإعادة عمارة جامع بريدة الكبير، دخل جزء من هذا البيت في ميدان الجامع من الجهة الشمالية، دفعت الحكومة تعويضًا له مليون ريال، وبقيت منه بقية من شماله واقعة على ميدان الجامع فعمرها الوصي عليه وهو شقيقي عبد الكريم بن ناصر العبودي سبعة دكاكين نفيسة تغل الأن ريعًا جيدًا.
ثم اشترى بمبلغ المليون مقابل الجزء من هذا البيت الذي دخل في ميدان الجامع مبنى جيدا في الصفراء فيه دكاكين على شارع تجاري عام تؤجر وفيه ست شقق جيدة.
كل هذه الأشياء من هذا البيت الذي لو أعطيت أمنية لي لتمنيت أن صاحبه الذي وقفه رآه الآن، بل ورأى كيف صارت بريدة الآن، لاشك في أنه لو حصل له ذلك بعد أن تنفخ فيه الروح ويعود إلى معاد خيالي في هذه الدنيا لأصابه الجنون، فلم ينتفع حتى بالمتعة في أن يرى بيته كيف صار، لاسيما أنه سوف يهجم عليه جماعة بل جماعات من ذريته كلهم يسلم عليه، ويقبل رأسه ويديه قائلًا: يا جد جدي، أو والد جد جدي، وذلك سوف يزيده جنونًا على جنون.
ولذلك صار من فضل الله عليه وأمثاله أن يبقوا في مراقدهم إلى يوم البعث والنشور والنفخ في الصور، ويومذاك تكون الأرض قد بدلت غير الأرض والسموات.
وسبحان من قال:(كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
وكان عبد الكريم العبود - جد والدي - يملك حائطًا واسعًا من النخل اسمه (الحوطة) في خب الشماس حدثني والدي عن أبيه أنهم كانوا يقضون فيه الصيف عندما يطيب الرطب، فكانوا يحصلون من الرطب ومن صيد الطيور المهاجرة على أطيب طعام عندهم في الصيف.