أقول وقد جاوزت ستين حجة ... ألا ليت شعري ما يؤول له أمري؟
رأيت بقاع الأرض طرًا وطَوْفتْ ... بي الرحل من بَرَ بعيد إلى بَرَ
وزرت بلاد الهند والسند كلها ... وما كان خلف الهند قطرًا وراا قطر
من الصين واليابان والمشرق الذي ... يقيم به قوم من السُمر والصفِر
وفتشت بلدان الأفارقة التي ... يحل بها السودان من أقدم الدهر
من الزنج والحبشان والبوشمن الأولى ... منازلهم في جانب الرأس في البحر
ومن غانة السفلى، وتنزانيا إلى ... سفالة ذات الذكر في سالف العصر
وأمريكة الوسطى ومن في جوارها ... من السود والكاريب في الأرض والجُزُر
* * * *
وعاشرت في كُلٍّ خليلًا مفارقًا ... لمدة يوم أو أقلَّ من القدر
فلست بمحصٍ من لقيت ولا الذي ... رأيت من الأصحاب في الريف والمِصْر
إذا قال منهم قائل ذو مودةٍ ... متى العود يا هذا؟ أجبت بلا أدري
* * * *
وألفت في الرحلات كتبًا كثيرة ... سبقت بها الكُتَّاب في العد والحصر
فلم أر من قد كان في كل عمره ... يؤلف هذا القدر في سالف الدهر
ولا كان فيهم قط من كان كاتبًا ... من الكتب في الرحلات ما زاد عن عشر؟
وقد بلغت رحلاتي الآن مآءة ... وخمسًا وأربعين سفرًا ورا سفْرِ
فلله ربي الحمد والمدح والثنا ... ولله ربي الشكر في العسر واليسر
وعندما اطلع شقيقي الشيخ سليمان بن ناصر العبودي عليها نظم قصيدة على رويها يطلب مني وقف الترحال تلافيًا للمخاطر التي يتعرض لها المسافر في البلدان البعيدة، وذلك على قافية ورويِّ قصيدتي هذه قالها عند قدومي من