الغدد الصماء وفي حجم القلب وأنابيبه وعدد كريات الدم، وبينت بالتفصيل كيف أن الله سبحانه وتعالى أوجد هذه الاختلافات لتلائم وظيفة كل من الرجل والمرأة في هذه الحياة ليكمل بعضهما البعض؟ وليس كما ينادي به دعاة المساواة أن لا فرق بين الرجل والمرأة.
ثم عرجت بعد ذلك على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام حول ظلم المرأة في قضايا الطلاق والتعدد والقوامة والإرث وغيرها، أوضحت حكمة التشريع الإسلامي في كل قضية، وأن تفضيل الرجل على المرأة في قوله تعالى {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} إنما هو نوع من الصلاحيات المعطاة للرجل نظير المهام المناطة به من نفقة ورعاية وحماية للأسرة.
أطلعت ابنتي (١) على المقال قبل طباعته، فلم يعجبها، وعللت ذلك بأن المرأة تعلم الحكمة من التعدد أو الطلاق أو غيرها من القضايا ولا تحتاج لمن يشرحه لها ليقوي إيمانها وتنصاع لأمر ربها، أعدت النظر في الموضوع، وفكرت في طرحه من خلال وجهة نظر أخرى تقنع المرأة، وجعلت أقرأ حول الموضوع فكان أن هداني الله إلى قراءة في كتاب جديد في موضوعه، عنوانه (سنة التفاضل وما فضل الله به النساء على الرجال) مؤلفته عابدة المؤيد العظم، حفيدة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله، والمحور الذي ارتكز عليه الكتاب هو تفسير الآية القرآنية {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} النساء الآية ٣٢، إذْ قيل فيها: أي أن بعضهم فاضل وبعضهم مفضول من حيث أن الخصوصية فضل لصاحبها، فالرجال يفضلون النساء بأشياء والنساء يفضلن الرجال بأشياء أخرى، وقال ابن تيمية (فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص) وقال رشيد
(١) ابنتها الكبرى هي إيمان الصقعوب طبيبة أسنان متخرجة من جامعة الملك سعود في الرياض.