مرات عديدة فشعرت أن المقارنة بين الرجال والنساء ما برحت تؤرقهن ورصدت الكاتبة سؤالًا واحدًا كان يتكرر بأساليب شتى هو هل يحابي الإسلام الرجل على حساب المرأة؟
- الأمر الذي يدل على أن هذا الموضوع يشغل المرأة ويحتل حيزًا من اهتمامها ويؤثر في سلوكها، وصار يستنزف طاقاتها ويعطلها عن التفكير في الأمور الأخرى.
- ونجت فئة قليلة من هذا الانحراف ومازالت تدعو الله ولكن لا مجيب فصوتها ضعيف وفكرة الناس عنها غير جيدة، فهي برأيهم فئة رجعية.
تقول المؤلفة: إن هذا الواقع آلمها كثيرًا ودفعها إلى الاهتمام بالموضوع والقراءة فيه، والتقصي عنه حتى تجد شيئًا يثلج صدر الفئات الأربع ويساهم في حل قضية المرأة إلى أن انتبهت إلى الآية العظيمة التي ذكرتها في بداية الحديث عن الكتاب، حيث وجدت فيها نصًّا يثبت بالدليل القاطع الأمر الآخر المطمئن {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} النساء الآية ٣٢، وهي الناحية الإيجابية التي كانت تحاول إقناع من حولها بها، حيث قيل في تفسيرها (أي لكل فريق نصيب مما اكتسب في نعيم الدنيا قبضًا أو بسطًا، فينبغي أن يرضى بما قسم الله له).
رأت الكاتبة أن في هذه الآية بشرى عظيمة للنساء حيث تؤكد أن النساء فضلًا كما للرجال، فلا يتمنين الذكورة لأن للنساء نصيبًا في الدنيا من كل شيء كما للرجال، وإن لم يكن من جنس نصيب الرجال وللنساء جزاء أخروي مماثل لأجر الرجال.
وترى أن الخطوة الأولى في طريق إصلاح وضع المرأة هو في تصحيح تصور المرأة عن نفسها، فإذا أيقنت أنها إنسان - شأنها شان الرجل - بل إن لها عليه في بعض النواحي فضلًا، ارتفعت معنوياتها واكتسبت الثقة بنفسها وتغيرت نظرتها إلى الحياة وسعت نحو الأفضل وفكرت بطريقة إيجابية، وتصرفت بفاعلية.