لم يغض عن حقد الروافض طرفه ... فهو اللبيب يرى العداوة غُولا
ما زال يزْأرُ في العرين مدافعًا ... فهو الغضنفرُ لا يُضَامُ فتيلا
ما زال الأفغان بدرًا ساطعًا ... يُهدي الضياءَ .. منازلًا وحقولا
ما زال يكتب بالدماء ملاحمًا ... وَعَتِ الجبال .. مشاهدًا وفصولا
ما زال ينفق في عنفوان شبابه ... ما كان فيما يستطيعُ بخيلا
حتى رأيت الشيب في شعراته ... نورًا توسّط هيكلا منحولا
أنا يا جميلُ رثيتُ قومي قبل أن ... ألقاك فوق بساطهم مقتولا
ذي أمة عبثَ الخلافُ بعقلِها ... حتى تجاوز حمقها المعقولا! !
صرخ العدوُّ بأرضها متحديًا ... إني هُنا سأرتِلُ الإنجيلا! !
وأبثُّ صُلباني على أطلالكم ... وأدق في وضح النهار طبولا
هذي وعود السالفين تحققت ... لمّا صنعتُ على العقيدة جيلا
واخجلتا من أمتي! ! بديارها ... عاث الدخيلُ .. ولا تراه دخيلا
فهم الزمانُ قصيدتي فاسمع إلى ... قول الزمان .. مرددًا .. مذهولا
أين الذين منحتُهم وُدِّي وقد ... كان الودادُ .. أعزَّ شيءٍ سُولا؟
ومنحتُّهم كَفِّي لتحْمِل مصحفًا ... وبلوت منهم صارمًا مصقولا
شاهدْ على وجهي خمائل نصرهم ... والطرف من أمجادهم مكحولا
إني أصطفيتُ من الرجال كرامهم ... وجعلتهُم في هامتي إكليلا
ومشيت فيهم معجبًا متباهيا ... حتى بلغت بهمتي المأمولا
ومضى الزمان متمتمًا متألمًا ... كم كنت فيهم شاغلًا مشغولا
يا للعُجابِ صرُوحُ مَنْ تهوى على ... عَجَلٍ لتحفر فيَّ مواجعا وعويلا
ونجوم من سقطت من الأعلى لِتُحـ ... ـدِث في الزمان مواجعًا وعويلا
هذي خواطرُ شاعر متأثر ... ما زال يشهدُ حقكم مطلولا
في كل بيتٍ مطلعٌ تحيا به ... بين البريّةِ - يا جميلُ - طويلا ..