إذا تذكرت عينا ملؤها أمل ... ترنو إلى عزة للدين تنبثق
علمت أني مع الأيام في دعة ... وفي مودة مجد كاد ينفلق
يا سعد: قل لي إذا ما الليل أدركني ... أمات صحبي؟ أم الظلماء تختنق؟
يا سعد: حادث فؤادي كلما عبثت ... بركنه زعزعات كفها نزق
يا سعد: لحنك في الآذان مغترب ... لكنه ملؤه الآمال والرمق
ما جف لحنك كلا فهو منتثر ... بين الرياض مع الغدران يصطفق
أحلى من الشهد في أفواهنا ولنا ... في صوته أمنيات كأسها فهق
يا روح عصري وقد جف الثماد به ... ونور فكر برغم القهر ينعتق
لك الفؤاد الذي يدري مقاصده ... وقلب غيرك مفؤودُّ ومنخرق
حُرِّ قويِّ على العلات تبرئها ... إذا تراجع عن إبرائها النزق
صافحت كفك والأحداث مائجة ... فكنت تنبض بالتقوى وتأتلق
رميت قلبك للأيام تمضغه ... فما استطاعت وزال الخوف والفرق
* * * *
وهابك الباطل اللجلاج وانطمست ... عيونه فتولى وهو مختنق
حفظت عزك فانداحت مسالكه .... أمام عينيك لا ستر ولا خرق
وسرت كالأسد الضرغام تقصده ... قصدا تحول عنه العجز والرهق
تمشي إليه بعزم ثابت وخطي ... تحن للأمل الأسني وتنطلق
وخلفك المجد يمشي وهو مبتسم ... ولاغبٌ هدَّه الإعياء والعرق
فارفق به يا نضيَّ الهم إن له ... حشاشة ذوبتها خلفى الطرق
وارفق به يا نضي وهو مبتسم ... روحًا تكاد من الإقدام تنزلق
ارفع إليها التحايا بالتي شهدت ... لها الجموع بوجه ليس يختلق
أصحاب كل لئيم من جوانبه ... وأنت أصحابك الأطهار والصُدُق
* * * *
تعبت يا سعد خلف المجد أسأله ... فما استطعت وقد أعياني الورق
فارفق بقلبي فقد فاضت خواطره ... أيظلم القلب إما ضمه الأرق؟