حمق أراه وخلة ممقوتة ... سفت معاولها بكل مقام
إني مللت من التوتر كلما ... مطرت عليَّ سحائب النمام
وبرمت بالشكوى فلم أحفل بها ... وأرحت نفسي من لظى وسقام
ما زلت بالعنف العتي أروضه ... وأقوده بشكيمة ولجام
حتى استحال العنف رفقًا طبعًا ... وسكينة ملكت عليّ مرامي
وحنوت أغذو الطبع منها لقمة ... كالجسم يغذي من لذيذ طعام
فارحت نفسي من مصائب جمة ... وأرحتها من ظلمة وقتام
ومنحتها الصبح الفتيَّ يلفها ... بالنور والإبداع والإلهام
وقال في شهر رمضان، وقد بلغ عمره ثلاثين سنة:
ثلاثون يومًا تمنيتها ... لتسكب في أضلعي برها
ثلاثون يوما ويا مكسبي ... إذا ما غنمت بها أجرها
* * * *
ركبت الذنوب فيا ويلتا ... إذا أنا لم أتق شرها
فإن الذنوب لها وقدة ... وإن الصيام يقي حرها
لعلي أفوز بغفرانها ... وترجع نفسي بما سرها
أحِسُّ فؤادي يضيق بها ... ويزفر إذ يدّري ذكرها
* * * *
حنانيك إني وئيد الخطى ... فهل تعرف النفس من ضرها؟
ثلاثون عاما فما ربحها؟ ... ألا ليت من يجتلي سرها
لئن كنت فيها حرمت التقى ... وعانيت من محنتي مرها
فإني مع الله مع موعد ... تعانق روحي به فجرها
ترفرف كالطير في روضة ... تناغم أطيارها زهرها