للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كل الهوام تظل حاسدة له ... وهو البريء، فقلبه لا يحسد

كم حاقد يسعى لقتل سروره ... وإذا به الغر الذي لا يحقد

فهجومه خفق الجناح معبرًا ... عما يُكِّن، وطهره لا ينفد

حيران في أمري وحيرت الخطا ... نفس تقوم مع الصدود وتقعد

طلبت هداها فاستحال مرادها ... من بعد ما عرفته وهو موطد

ورنت إلى عز تولي عهده ... من لي بعودته كما هي تعهد

حبل الرشاد إذا نكثت خيوطه ... صعب عليك مع الندامة يعقد

طرف بكف بائس من وصله ... وبكفه الأخرى جهام أسود

وله أيضًا: بعنوان (صاحب الهمة):

همة كبرى، وجسم ناحل ... وطموح للمعالي شاغل

تأكل الأيام من أعضائه ... وهو للغايات دومًا آكل

وإذا المعنى تعدى لفظه ... عيب لفظًا وهو معنى كامل

هالني منه اضطراب دائم ... فإذا في القلب ليث جائل

كل مجد في انتظار حوله ... قائلا يا شيخ إني حاصل

ويظل الدهر يجري صابرًا ... فوق ما يجري الجواد الصاهل

همه الأخرى ويرضي ربه ... ليس يغريه المتاع الزائل

باذلًا لله عمرًا غاليًا ... في زمان قل فيه الباذل

تقصر الأعمار إلا عمره ... فهو رغم الموت عمر طائل

نضرة الإيمان تعلو وجهه ... فيرى الإخلاص منه الجاهل

لا تقل أخشى عدوأ كاده ... فهو للأعداء سم قاتل

وهو للأحباب ظل وارف .... وهو قلب بالمعاني حافل

كم يتيم غص في أحزانه ... إذ أضاع الصوت منه الخاذل

كان سمع الشيخ ماوي رجعه ... فاشتفي مما دهاه الثاكل

كم دعاوي باطلات طاطأت ... راسها لما رماها النابل