مررت معه بمنعطفات عديدة كعادة الإعلاميين مع رؤساء الأندية، لكن الشيء الذي يجهله الكثيرون عن الراحل أنه كان من أكثر الناس حبًّا لتقديم يد العون للفقراء والمحتاجين، سواء داخل الوسط الرياضي أو خارجه.
لم يكن - رحمه الله - يريد أن يعرف أحد ذلك، لأنه يدرك أن العمل لله يجب أن يكون في السر أحوط للأجر والمثوبة.
في إحدى المرات طلبت منه مساعدة إحدى الأسر الفقيرة في بريدة وشرحت له الوضع كاملًا، وعلى الفور وبدون تردد أخرج مبلغًا محترمًا، وقال لي: اشتر لهم كل احتياجات المنزل، وسدد الكهرباء والتليفون وأعط رب الأسرة الباقي، واشترط على ألا أخبرهم باسمه.
وكانت آخر مرة هاتفته فيها من أجل مساعدة شاب مقدم على الزواج وقد كان كعادته سباقًا ملبيًا حاجة هذا الشاب ذي الظروف المادية الصعبة.
كنت قد وعدته - رحمه الله - بألا أفشي سره لأحد، لكن وقد وافته المنية فحري بي أن أنقل صورة الرجل النقي الطاهر الطيب كما عرفته عن قرب لإدراكي أن ذلك سيعطي دفعة كبيرة للجميع للاقتداء به، فالحياة زائلة وإن طالت أيامها، ولن يبقى للعبد سوى عمله فقط.
اللهم ارحمه يا رب .. اللهم وسع مدخله .. اللهم نقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .. اللهم حلله .. اللهم أدخله الجنة مع الأبرار .. آمين.
سلطان المهوس
جريدة الجزيرة (١)
(١) نشرت الجريدة هذا مع ما تقدم في يوم الأربعاء ٢٤ من شعبان عام ١٤٢٦ هـ.