فهل لأسرة هذا الرجل علاقة بالصمعر أهل بريدة الذين منهم العبيد العبد المحسن؟ وإذا كان الأمر بالإيجاب وأن أوائلهم جاءوا في الأصل من الرياض فمتى كان ذلك؟
وهل جاءوا من الرياض؟ إذا كانوا جاءوا منه، مباشرة إلى القصيم؟ أم مروا ببلد آخر مثل الوشم وسدير؟
كان عبيد بن عبد المحسن كاتبًا حسن الخط متقنًا للعبارة طالب علم، ومع ذلك رزق مالًا وثروة جيدة، وكان صاحب دكان في أسفل سوق بريدة فكان الناس يأتون إليه ليكتب بينهم، وكان بعضهم يودعه أوراقهم الثمينة من أوراق المبايعات والأوقاف ونحوها ويرجعون إليه إذا أرادوا الرجوع إلى تلك الأوراق لغرض معرفة شرط الواقف أو نحو ذلك، فكان يقرأها لهم ويفسر ما يحتاج منها إلى تفسير، حتى اجتمع عنده من ذلك شيء كثير.
وقد رأيت منه محدرة كبيرة وهي كالزبيل الكبير عند ابنه فهد العبيد في دكانه وهو يشكو منها، يقول: إنني حاولت التخلص منها بأن أعطيت كل من تخصه تلك الأوراق أوراقه، وبعضها لا يعرف أهلها بالضبط، ولم يراجعنا أحد بشأنها فكنا إذا رأينا اسم أسرة معروفة أو اسم شخص معروف أعطيناه إياها، فبعضهم كان يعيدها إلينا لأنه لا يعرف أصحابها.
وهذه كنز ثمين لم أكن في ذلك الوقت ألقي له بالًا، وإلا لكنت استفدت منه في هذا الكتاب.
والسبب الذي جعلها عند (عبيد العبد المحسن) بهذه المثابة أن بعض الناس يسافرون عن البلاد سفرًا طويلًا يخشون على أوراقهم من التلف أثناء غيابهم فيضعونها عنده، وبعضهم لا يكون له أقارب أو ليست له ذرية لأن الأمور في تلك العصور تختلف بطبيعة الحال عما هي عليه الآن، لاسيما أن البيوت كلها كانت من الطين فالأوراق إذا تعرضت لرطوبة أو نحوها، وكثيرًا