البارحة رؤيا زينة إن شاء الله رأيت فيما يرى النائم أنك لك قصر أبيض عالي عظيم قلت: إن شاء الله، هذا يدل على قصر بالجنة للعم عبيد، وجيت أبشرك بهذا، فأعطاه عبيد ريالًا بعد أن دعا له بالخير.
ولما أراد الرجل القيام قال له عبيد: على هونك أنا أعرف أنك ما رأيت لي قصر ولا غيره، لكن تراك إنْ جيت المرة الثانية، وقلت إنك رأيت لي رؤيا ما أخليك تدخل دكاني!
قالوا: فذهب الرجل إلى قني نائب بريدة وأخبره بالخبر، وقال له: كيف عرف عبيد إني ما رأيت له قصر، لأنني بالفعل لم أر له شيئًا؟
فقال قني: اللي تبيه حصل وهو الريال عن رضًا منه، ولا تعود له مرة ثانية.
كان عند فلاح في المريدسية شجرة اترنج قد اعتنى بها بالتسميد والماء وهي تبكر أي ينضج الأترج فيها قبل غيرها فأخذ منها خمس اترجات أو ستًّا، ودخل على عبيد العبد المحسن في دكانه وقال: يا عم عبيد: هذاولى اترينيجات زينات ما يوجد غيرهن هالحين، قلت أنت أحق بهن من غيرك.
فقبل عبيد الترنج وقال له: الله يكثر خيرك وأعطاه بنًّا أي حبوب القهوة والهيل أضعاف أضعاف ثمن الترنج.
وهذا ما يريده الرجل.
وفي العام الذي تبعه كرر هذا العمل فأعطاه عبيد كذلك.
والعام الثالث جاء إلى عبيد وقال له مثل ما قاله في العامين الماضيين فنظر إليه عبيد شزرًا وقال: أظنك قلت لنفسك: هذا عبيد تاجر غشيم ما يدري، وصرت تجي كل سنة، ثم أخذ الأترج ورمي به خارج دكانه! ! !
قال جار له: وقد رأيتها تتدحرج في السوق من شدة الدفعة، وصاحبها يتبعها يحاول أخذها.