فقال الشيخ القاضي: إذًا خذ ثلث المكسب وهو الربح بعد رأس المال الذي أخذه عبيد وأعط لعبيد الثلثين، فلم يرض أي واحد منهما أخذ ذلك المبلغ إلَّا بعد أن أفتاه القاضي بأن ذلك حلال له.
وعبيد بن عبد المحسن العبيد من الكتبة المشهورين الموثوق بخطهم في بريدة ومن أهل المال والثروة وهو مع ذلك من طلبة العلم المعروفين.
حدثني عبد العزيز بن عبد العزيز المعارك عن عبيد نفسه، قال: كنا نعيش في ملك لنا صغير في أدنى الصباخ قريبًا من مقبرة فلاجة، وكان والدي فقيرًا وكنت أدخل إلى بريدة فأقرأ على الشيخ محمد بن عمر بن سليم وأجالس الإخوان من الطلبة محبة في طلب العلم، فرأيت فيما يرى النائم كأنَّ ماء من البئر الذي في ملكنا قد خرج وسال حتى دخل بريدة ووقف في بيت مجاور لبيت ابن معارك فتجمع فيه وانتبهت من النوم.
وقصصت رؤياي هذه على الشيخ محمد بن عمر بن سليم، فقال: إن صدقت رؤياك فهذا رزق ستحصل عليه في بريدة فاشتر هذا البيت.
قال: وكنت وقتها فقيرًا فاشتريت حوشًا من بيت ابن معارك المذكور بعشرين ريالًا مقسمة على خمس سنين كل سنة أربعة ريالات، وصرت أبني فيه غرفة غرفة.
قال وانتقلت إليه، ومات نخلنا فرزقني الله وأفاض عليَّ المال حتى اشتريت ثلاثة بيوت أو قال أربعة بيوت مجاورة له وجعلتها بيتًا واحدًا وهو بيتي الذي أسكنه الآن.
ومن الحكايات الطريفة عن طبيعة الشيخ عبيد بن عبد المحسن ما نقله عنه ابنه الشيخ إبراهيم في تاريخه، قال في الكلام على صهر لهم عند الزواج على أخته: