للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقلت: أبي أضحك على عبيد هالمرة مثلما ضحكت عليه المرة السابقة؟ فقال: أبدًا ما أبي منك دراهم، بس أبيك تعشى عندي باكر عقب العصر.

قالوا: فحلف الرجل على عبيد وقال له: لا تحدني إني أطلق من أم عيالي إنك تعشى عندي، فاستجاب له عبيد كالمكره.

وعندما دخل عليه بيته، وقبل أن يقدم عشاءه أخرج من مخزن قهوته كيسًا ثقيلًا من النقود الفضية، لأنها فرانسه، وقال: يا عم عبيد، هذي دراهمك ومعها فوائدها، خذها وسامحني عن الإنكار، أنا أنكرت لأني مالي حيلة إلَّا الإنكار.

فعرف عبيد صدقه وأخد من الكيس مائة ريال، ودعا له، قال: هذي دارهمي وصلت، الله يبارك فيك.

فقال الرجل: أنا نويتها بضاعة معي لك وبعت بها وشريت ووفقني الله وكسبت، فقال عبيد: أنا ما عطيتك فلوسي بضاعة، ولا يجوز لي أخذ شيء ماهوب لي، ولا اتفقت أنا وإياك عليه.

فاختصما عند النقود والرجل يريد من عبيد أن يأخذ الريالات الزائدة حتى تبرأ ذمته وعبيد يرفض ذلك.

وخرج من عند الرجل مغضبًا معه مائة الريال فقط، فتوسط أهل الخير بينهما بأن يذهبا إلى القاضي يفصل بينهما فذهبا بالفعل، فسأل القاضي الرجل عن الدراهم، فقال: أنا نويتها بضاعة لعبيد معي.

فقال القاضي: كم يكون لصاحب المال من الربح في البضاعة فذكر أن العادة أن الذي يبيع بالريالات ويشتري ويأكل منها يكون له ثلث الربح ويكون ثلثاه لصاحب المال، وأما إذا كان يأكل من مال نفسه فإن الربح يكون بينهما أنصافًا، قال الرجل: وأنا كنت أكل من هذه الدراهم.