لقد خصكم ربي بخير فضيلة ... فقوموا بها بين الملا في القبائل
فقوموا بها صحبي وأدوا لشكرها ... وخلوا التواني مع فضول التكاسل
وما جاء عن خير الورى فاعملوا به ... تنالوا غدًا صحبي رفيع المنازل
أليس من الخسران تضييع وقتنا ... على غير ما تقوى، على غير حاصل
وحب الغواني واللذائذ، إنها ... سفاه وتضييع لدى كل عاقل
أما آن أن نصغي إلى طلب العلى ... ونعمر أطلال العلى والمسائل
نسرِّح أفكارًا لنا وفهومنا ... ونبحث في علم الهدى بالمحافل
ولا سيما التوحيد أزكى علومنا ... وننهض في كسب العلى والفضائل
ونعمر أطلالًا لقول مليكنا ... كذا شرعة المختار بين القبائل
نشمِّر عن ساق ونصغي جميعنا ... إلى طلب العليا بغير تكاسل
نقول بقال الله قال رسوله ... وأهل الهدى والخير من كل فاضل
ولا ننثني إن لام باللوم عاذل ... ولا نخش إرجاف الغواة الأباطل
فما العيش إلا طاعة الله وحده ... وما الفضل إلَّا خوض بحر الفضائل
وما العلم إلا خشية الله والتقى ... وما الفخر إلا بحثنا في المسائل
بجد وعزم واجتهاد ورغبة ... لدى كل وقت في الضحى والأصائل
حياة بلا علم وفقه وحكمة ... حياة بلا عز كحال الأراذل
وعلم بلا خوف وتقوى وخشية ... وبال على الإنسان يوم التعامل
به يصعد الإنسان مجدًا وسؤددًا ... به ينزل الإنسان أعلى المنازل
فطوبى لعبد جرَّد الصدقَ مخلصًا ... وعام بحار العلم عذب المناهل
ولا سيما في ذا الزمان الذي به ... بدت غربة الإسلام بين القبائل
به أظلمت أرجاؤها وترادفت ... فنون البلايا والشقا والزلازل
وبادت رواة العلم من كل فاضل ... وحل بها إحدى الدها والبلابل
وقد كسدت سوق العلوم بمرة ... فعاد نسيًا بالبدور الأوافل
ودارت رحى الإسلام شاما ويمنة ... بكى شجوه الإسلام بين القبائل
فلا آمر بالعرف لله مخلصًا ... ولا زاجر عن ساقطات الرذائل