وفاته في عام ١٣٦٤ هـ بأشهر قليلة:
تقضت ليالينا وضاعت حياتنا ... فيا ضيعة الأعمار في غير حاصل
فوا أسفًا للعمر يمضي سبهللًا ... بلا عمل يجدي على غير طائل
فآها على التفريط في زمن الصبا ... وآها على فوت العلا والفضائل
ويا حسرتا كيف اطمأنت نفوسنا ... إلى الميل للدنيا وكسب الرذائل
فذا الغبن كل الغبن يا قوم فاعلموا ... ألا تعجبوا من ذا الردى والتكاسل؟
* * * *
فيا معشر الإخوان يا زينة الورى ... ويا أنجم السارين من كل فاضل
ويا عصبة الإسلام هُبُّوا توكلوا ... على الملك الأعلى لسرد الدلائل
ولا تدنسوا العلم الشريف بريبة ... ولا تسئموا بث الهدى في القبائل
ولا تنفرط أيامكم بخسارةٍ ... وميل إلى الدنيا على غير حاصل
ولا تعدلوا بالعلم والفضل والحجى ... ولا تركنوا صحبي إلى كل باطل
ولا تركنوا يومًا إلى نحل الردى ... ولا تسأموا تكرار درس المسائل
ولا تثقوا يومًا بصاحب بدعة ... ولو حل في أعلى الذرى والفضائل
وإياكم الأهوا وكل رذيلة ... وحب الثنا والمدح بين المحافل
عليكم بتقوى الله تنجو وترتجوا ... ولا يثنكم في العلم بعض الشواغل
وأدوا حقوق العلم لله وحده ... ولا تركنوا نحو الثنا والمآكل
فما أقبح التفريط من كل عاقل ... وما أقبح الإعراض من كل فاضل
فجدوا عباد الله في طلب العلى ... وهبوا من التفريط مع ذا التغافل
هلموا إلى علم الشريعة وانهضوا ... ولا يثنكم عجز ولا عذل عاذل
هلموا إلى درس العلوم وحفظها ... فدرس علوم الدين أسنى الفضائل
* * * *
ألا أيها الإخوان يا أنجم الدجى ... ويا قدوة الأقوام بين المحافل