مسجد عودة الرديني، ولد رحمه الله سنة ألف وثلثمائة وسبعة عشر تقريبًا في بريدة وقرأ القرآن ولم يلعب كلعب غيره مع الصبيان، ثم أجلس على الشيخين الكريمين القاضيين عبد الله وعمر ابني الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، رحمهما الله تعالى، فقرأ عليهما بعض رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكتاب التوحيد ثم نشأ مع الإخوان يبحث ويقرأ ويطالع ولما بلغ عمره تقديرًا ١٩ سنة أولع بالنسخ والنقل وتحرير الفوائد وتقييد الشوارد، فمن جملة ما نسخ من كتب المذهب الهداية لأبي الخطاب مجلدين، التنقيح للمرداوي مجلد، المحرر للمجد بن تيمية مجلد طبقات الحافظ بن رجب مجلدان، القواعد الفقهية لابن رجب، إلا قليلًا منها مجلدان، القواعد الأصولية لابن اللحام مجلد، الرعاية الصغرى لابن حمدان، مجلد، فيه إلى العتق، وغير ذلك من الرسائل والفوائد شيء كثير مثل كتاب النساء لابن الجوزي، والصواعق المرسلة وشرح الطحاوية، ومناقب الإمام أحمد لابن الجوزي، وجعلها خمسة وسبعين بابًا فقط.
وألف الهداية والإرشاد وهي جواب سؤال سأله عنه فهد بن عيسى.
وله رحمه الله تعالى نظم وقد حفظ القرآن عن ظهر قلب.
توفي رحمه الله في ١٧ ذي القعدة من سنة ١٣٦٤ هـ ببريدة وصلي عليه بالجامع وكثر الجمع على جنازته، توفي وقت الضحى في أوله وصلي عليه الظهر بالجامع وشيعه من الخلق الكثير وصلي عليه بالمقبرة مرتين رحمه الله وقد رثيته بمرثية.
وكان عبد المحسن العبيد إلى ذلك شاعرًا وشعره من شعر الفقهاء، ولكنه من أفضل الشعر في عصره، لأن مستوى الشعر كان متدنيًا، ولا ينظمه وهو من الشعر الفصيح إلا طالب علم، ولابد من أن يكون طالب العلم متدينًا.
وقد نقلت من خطه طائفة من شعره منه هذه القصيدة التي نظمها قبيل