ومن بعده أبلغه عني وصية ... ونفسي وإخواني وكل مصاحبِ
على العلم فاحرص دائمًا في اقتنائه ... فما بعده إلا الردى في العواقب
وأفن جميع العمر في غرس كرمه ... ولازم تقى الرحمن والشر جانب
بمدح وحفظ للعلوم مع التقى ... فتبًّا لعبد للعلوم مجانب
يحن إلى الدنيا ولذات أهلها ... يري زهرة الدنيا عليَّ المناصب
ينافس مشتاقًا إليها وإنه ... لفي غفلة قد غره فعل ناكب
حريصًا على جمع التلاد وكنزه ... ويمنع حق الله في كل نائب
يرى فعل هذا من كثافة جهله ... سلوكًا على نهج الهداة الأطائب
ويبغض أهل الحق والعلم دائبًا ... ويمدح أهل الكفر من كل خائب
فلا تنتظر من قد سما عنك رتبة ... وأعني به في المال لا في المراتب
كذلك اقنع بالرزق لا تطلب المرا ... فإن الغنى بالنفس لا في المطالب
وأسأل رب العرش ذا المن والهدى ... سلوكًا على سير الهداة الأطائب
أعني على الشيطان والنفس والهوى ... وكل أمور الشر خبث المآرب
ومنهم الشيخ العالم الزاهد عبد المحسن بن عبيد العبد المحسن، نشأ نشأة صالحة، متفرغًا لطلب العلم، بل زاهدًا فيما سوى ذلك، فكان لا يعرف إلا المسجد له غرفة فيه وهو مسجد عودة الرديني الذي كان يعرف إبان أن أدركنا الأمور بمسجد الحميدي إضافة إلى الشيخ محمد بن صالح المطوع لأنه ظل يؤم الناس فيه نحوًا من ستين سنة.
وجدت لعبد المحسن العبيد ترجمة كتبتها بخطي عام ١٣٦٤ هـ. بعد وفاته بقليل، وهي من تقييدات تاريخية ونقولٍ مختصرة وهذا هو نصها:
وفيها توفي الشيخ عبد المحسن بن عبيد بن عبد المحسن آل عبيد وكان أصوليًّا نبيهًا معتزلًا عن الناس جملة، دائمًا يقرأ ويطالع ويكتب في حجرته في