لازم الشيخ عمر بن سليم فقرأ عليه في الوقت الذي كان الشيخ عبد الله بن سليم قاضيًا في البكيرية، ولما عين الشيخ عبد الله على قضاء بريدة ووصل إليها وجلس للتدريس قرأ عليه الشيخ عبد الرحمن، وكان ملازمًا للشيخين عبد الله وعمر، كما أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن مفدا حتى عد رحمه الله من العلماء وهو شاعر مجيد، وهذه نماذج من شعره رحمه الله قالها جوابًا لبعض إخوانه:
لك الحمد اللهم في كل حالة ... على نعم تسمو على عد حاسب
ومن بعده أزكي صلاة على الذي ... أقام منار الدين في كل جانب
كذا آله مع صحبه ثم تابع ... على المنهج الأسني عليّ المراتبِ
وسار على قصد عن الميل معرضا ... ولم يثنه قول العداة الكواذب
وبعد فقد عم الفتور مع المنى ... كذا العجز والتسويف في كل جانب
نقضي زمانًا بالمني ثم نرتجي ... ونبغي ارتقاء للذرى والمراتب
وما ذاك إلا كالسراب بقيعة ... يراه الذي يهواه عذب المشارب
وأسباب جلب العلم يعلم أنها ... بعيد على أهل الفتور الخوالب
وأسباب حفظ العلم ليست خفية ... فمن شاءها يلقى وليست غوارب (١)
فمنها الذكا والحرص مع ذا اجتهاده ... كذا نصح استاذٍ وبلغة صاحب
وآفاته ضحك جدال مع المراء ... كذا اغتصاب للهوى والمناصب
كما قد نهى المختار في غير موضع ... فلا تعترض للنهي والمزحَ جانبِ
وقد جاءت الآثار في حظ فعله ... فلا سيما منهم علي بن طالب
وليس به بأس إذا قيل قد روي ... هداة عن المعصوم أزكى الأطائب
فسل ربك التوفيق والمن والهدى ... لينجيك من نار عظيم اللهائب
* * * *
ويا راكبًا إن ما لقيت فبلغن ... سلامًا على أهل النهى والمناقب
(١) هذا البيت فيه إقواءٌ.