للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا انتقص الإنسان فيها بما عسى ... يكفر يومًا ما جنى من مآثم

ويبقى له أجر عظيم مؤفر ... يكون له ذخرًا آتى بالعظائم

وأبدى أعاجيبًا من الحزن والأسى ... وباح بما يلقاه بين العوالم

يكاد يعض الكف من فرط غيظه ... على قلة الأنصار من كل حازم

وناح عليها آسفًا متظلما ... أيشكو آله العرش جزل المكارم

إذا ما ابتلاه الله رضى لسانه ... وباح بما في صدره غير كاتم

فإما على الدين الحنيفي والهدى ... وسنة خير المرسلين الأكارم

وما حل في هذا الزمان وقبله ... وملة إبراهيم ذات الدعائم

فليس عليها حين اقفر رسمها ... مصاب حزين نادبٌ بالمآتم

وليس عليها والذي فطر الوري ... من الناس من باك وآس ونادم

وقد درست منها المعالم بل عفت ... وحل بها إحدى الدها والقواصم

بكى شجوه الإسلام من بين أهله ... ولم يبق إلا الاسم بين العوالم

فلا أمر بالعرف يعرف بيننا ... ولا قامع للبغي من كل حازم

ولا غائر لله يبغى ثوابه ... ولا زاجر عن معضلات الجرائم

فملة إبراهيم غودر نهجها ... ومال الورى نحو اجتناء الدراهم

وطرق الهدى مهجورة ظل ربعها ... عفاء فأضحت طامسات المعالم

وقد فقدت فينا وكيف سفت ... عليها رياح الهجر بين العواصم

فكيف النجا كيف الخلاص إذا سفت ... عليها السوافي في جميع الأقالم

وما الدين إلا الحب والبغض والولا ... على منهج المعصوم صفوة أدم

لأهل التقى والخير من كل مسلم ... كذاك البرا من كل غاوٍ، وأثم

وليس لها من سالك متمسك ... ولا غائر يسطو بصولة عازم

يدين، بقال الله قال رسوله ... بدين النبي الأبطحي ابن هاشم

فلسنا نرى ما حل في الدين وانمحت ... رسوم الهدى من كيد أهل الجرائم

وقد حل فينا من وهى البين ما وهت ... به الملة السمحاء إحدى القواصم

فنأسى على التقصير منا ونلتجي ... إلى ربنا الرحمن أرحم راحم