فيا ليتنا قمنا بصدق ورغبةٍ ... إلى الله في محو الذنوب العظائم
فنشكو إلى الله القلوب التي قست ... فلا الوعظ يثنيها ولا لوم لائم
لقد سودت نار المعاصي بياضها ... وران عليها كسب تلك المآثم
ألسنا إذا ما جاءنا متضمخ ... خبيث خسيس من جفاة العوالم
جهول غبي معرض متلطخ ... باوضار أهل الشرك من كل ظالم
نهش إليهم بالتحية والثنا ... كأنهموا لم يرتعوا في المحارم
ونجلسهم أبهى المجالس ... رفعة ونهرع في اكرامهم بالولائم
* * * *
وقد برئ المعصوم من كل مسلم ... مقيم لدى الكفار تبًا لظالم
فيا ويل عبد قد تمرد واعتدى ... يقيم بدار الكفر غير مصارم
ولا مظهر للدين بين ذوي الردى ... وأهل الخنا والكفر من كل آثم
يبادر بالإنكار والبغض والقلي ... فهل كان منا هجر أهل المآثم؟
ولكنما العقل المعيشيّ عندنا ... مصانعة الفساق من كل ظالم
نري ضلة منا وجهلًا سياسة ... مسالمة العامين من كل آثم
فيا محنة الإسلام من كل جاهلٍ ... فآها على الأعلام من كل حازم
ويا قلة الأعوان من كل فاضلٍ ... ويا قلة الأنصار من كل عالم
فهذا أوان الصبر إن كنت حازمًا ... فيا غربة الإسلام بين العوالم
فإن كنت ذا عقل وقلبك مغرم ... على الدين فاصبر صبر أهل العزائم
فمن يتمسك بالحنيفية التي ... أتى مدحها بالذكر سامي الدعائم
فكم من حديث جاء في السُّنن التي ... اتتنا عن المعصوم صفوة آدم
له أجر خمسين امرء من ذوي الهدى ... بنص رسول الله صفوة هاشم
وأعني بهم أهل التقى قادة الوري ... من الصحب أصحاب النبي الأكارم
فنح وابك واستنصر بربك راغبًا ... لينصر هذا الدين من كل ظالم
وقم داعيًا، وانهض لكفك رافعًا ... إليه، فإن الله أرحم راحم