للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قدس الله روحه ونور ضريحه وهذه ترجمته (١):

عبد المحسن بن عبيد بن عبد المحسن بن عبيد - ولد رحمه الله عام ١٣١٩ هـ فنشأ بين والديه في عيش طيب رخي وعافية في دينه ودنياه، فتعلم القراءة على معلم يدعى علي بن عبد العزيز الحوطي، ودرس على المعلم المؤدب عبد الله بن إبراهيم بن معارك، وكان هذا المؤدب إمامًا في أحد مساجد بريدة ثم أخذ المترجم يطلب العلم من الشيخين الإمامين عبد الله بن محمد بن سليم، وعمر بن محمد بن سليم.

كان في معية أخيه وشقيقه الشيخ عبد الرحمن لأن أخاه أسن منه، فكان يدرس عليه ويتعلم منه، ويستخلفه على مكتبته إذا سافر، وقد أوقف عليه كتبًا نفيسة، وكان يألف المسجد ويتخلى في حجرة فيه يطالع كتبه ويكتب، وقد حببت إليه الخلوة والتردد إلى المسجد، وبعد ما حفظ القرآن لزم الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم، وأخذ عن الشيخ عمر بن سليم وأكثر الأخذ عنه ثم أخذ أيضًا عن الشيخ عبد الله بن محمد بن فداء، وأخذ عن الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد.

ثم إنه حج فرضه في أواخر ولاية الشريف الحسين بن علي، فلما تم له من العمر خمس وعشرون سنة تزوج بامرأة فاقامت عنده مدة غير طويلة فطلقها ثم إنه تزوج بعدها بثيب وذلك في ٤ شوال ١٣٤٩ هـ، وكل هذه الأعمال بسعي والدنا وأسبابه فإنه قد كفاه مؤونة الدنيا وفرغ باله لطلب العلم جزاه الله خيرًا.

وكان يكثر تلاوة القرآن وله حظ من قيام الليل، فكان يقوم من آخر الليل عند طلوع الفجر الأول ويتطهر ويصلي ما كتب له على الدوام.

وقد عرض عليه الشيخ وظيفة القضاء مرات فرفض، وعرض عليه الشيخ عمر


(١) تذكرة أولي النهى والعرفان ج ٤، ص ٢١٢ - ٢٢١.