للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بن محمد بن سليم وظيفة الإمامة فرفض أيضًا، وجرى له مع الشيخ محاورة.

وكان ينتابه الأصحاب والطلاب من كل قادم ومقيم فيجتمعون به ويظهر لهم الود والمحبة، وقد جعل الله له قبولا ومحبة في قلوب الناس، وذلك لما وقر في نفسه من التواضع وسعة الرأي وبعد النظر.

أما علمه ومعرفته فكان عالمًا بالتوحيد، والفقه، والحديث، والرجال، والنحو ومن أشهر مؤلفاته رسالته المطبوعة بمصر المسماة .. (الهداية والإرشاد إلى طريق الهدى والرشاد في هذا الزمان الذي عم فيه الفساد وضل فيه أكثر العباد وحرموا فيه السداد) وهي مفيدة تقع في ٤٠ صفحة.

ومنها تهذيب مناقب الإمام أحمد بن حنبل تأليف ابن الجوزي (١). انتهى.

وكان الشيخ عبد المحسن بن عبيد سهل الجانب، لين الخلق، سريعًا إلى إفادة من يودون الإفادة من الطلاب الصغار ومن زملائه الكبار، فكانت غرفته في المسجد التي لا يكاد يفارقها مقصدا لأمثال أولئك مع التدين والبعد عن كل ما يظن أنه يخدش الدين.

ولذلك عندما توفي في شهر ذي القعدة من عام ١٣٦٤ هـ. وقعت وفاته على قلوب طلبة العلم وقع الصاعقة، وكنت أنا أحدهم لأنني كنت في ذلك الحين متفرغًا لطلب العلم، وليس لي هم غيره، فوالدي في دكاننا في السوق وأخي سليمان الذي يصغرني بخمس سنين يكون معه يساعده، ولم أكن تزوجت لأن سني كانت التاسعة عشرة، لذلك نظمت مرثية في الشيخ عبد المحسن العبيد، هذا نصها:


(١) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ٤، ص ٢٢٥ - ٢٣٣ (الطبعة الثانية).