لو أنصف الناس ما ذاقوا لذيذ كرى ... من بعد فقدك والأخوان لافترقوا
ماذا الظلام أهذي الشمس كاسفة؟ ... ماذا الذي قد يرى كالسيل يندفق
شمس العلوم هوت في الترب آفلة ... فجاد من بعد ما قد غابت الودق
من أعين شاخصات حار ناظرها ... في طود علم به الرجال تعتنق
كيف استطاعوا بأن يحثوا التراب على ... هذا الإمام ومع هذا قد استبقوا
استبقوا فئة من بعدها فئة ... يرون أجرأ ولم تجمعهم الحلق
فالله يرحمه، والله يجبرنا ... فالشمل من بعده قد كاد يفترق
لولا أنها سنة في الخلق ماضية ... وفي الرسول أسوة حسني لمن طُرقوا
وفي إله الوري سبحانه عوض ... عن كل هالك وبه فالعبد يرتفق
وربنا يتولى الصالحين لا لفيت ... القلوب لهذا الخطب تنفلق
فربنا يا إله الخلق قاطبة ... تولنا والأولى على التقي اتفقوا
وارفع منازله، أنله منك رضًا ... واغفر خطاه إذا ما العالم افترقوا
واجعل ثراه رياضة من رياض جنان ... الخلد لا حزن فيها ولا فرق
وروحه في جنان الخلد سارحة ... مع فرقة المصطفى مع الذين وقوا
مع النبيين والصديق والشهدا ... يا حبذا في جوار الله مرتفقُ
ولما نظمتها أرسلتها لأخيه فهد وكانت بينهما صلة قوية، بل محبة صادقة.
فأعجبت القصيدة الشيخ فهدأ، وأرسل إليَّ كتابًا بهذه المناسبة هذا نصه:
وأهم ما فيه قوله: لقد رثيتم المفقود وعزيتم الموجود.