من محمد بن ناصر العبودي إلى حضرة الأخ المكرم الأصيل الأحشم فهد بن عبيد وقاه الله من كل شر الشيطان وكيد، ووفقه للعلم النافع والعمل الصالح والدعوة إليه على بصيرة وبث النصائح وسار به على منهاج أوليائه ووفقه لطريق أصفيائه الذين هم خلاصة العالم، وزبدة بني آدم، وأمنه يوم الفزع وجعله ممن عن المحرمات وزع.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام أدام الله على الجميع نعمه التي من أجلها نعمة الإسلام، وعبادة الملك العلام.
وبعد: وصل الكتاب الحاوي لفصل الخطاب فملأ القلب سرورًا والناظر نورًا، حيث حوى ما لم تحوه صحيفة وجمع كل غائبة طريفة خصوصًا النصح المحض، والأمر برفض البطالة أي رفض، واغتنام أوقات الإمكان، قبل الإندراج في خبر كان، والإقبال على ما خلق له الإنسان ومجالسة أهل الخير في كل مكان، فلله نصح ما أعلاه، وقولا فصل ما أغلاه وقد صدقت ونصحت، وبالحق صرحت والنصيحة هذه بها قيام الدين، وقوام العالمين، ولولاها كان الناس كالبهائم كما قال عمر رضي الله عنه.
رزقنا الله وإياكم الإنابة إليه، والتجافي عما لا يقرب زلفي لديه، وزودنا وإياكم من العمل الصالح والتقوى فإنه أعز وأكرم وما عنده أبقى.
وما ذكرت من اقتفاء آثار علماء الدعوة الإسلامية والنهضة الصادقة المحمدية والعمل على منوالهم، وسبر مقاماتهم وأحوالهم فهذا هو رأس المال وهو