فذهب بها إلى فهد الرشودي، وكان جالسًا في أعلى السوق ثم عاد الابن إلى الشيخ فهد العبيد، وقال: الوالد يسلم عليك ويقول لابد يأخذ أجرة إصلاح الساعة.
فاحتد الشيخ فهد وقال: مالها أجرة، فقال الابن: أخاف إن الوالد يزعل إذا أنت ما أخذت الأجرة، فقال: إذا زعل لا يرسل لي ساعته أصلحها مرة أخرى.
وعندما ذهب قال لي الشيخ فهد: هذه الساعة واقفة من أجل غبار دخل فيها فنظفتها واشتغلت، ولم أضع فيها شيئًا أخسره عليها! ! !
وعظه:
اشتهر الشيخ فهد العبيد عند العامة بوعظه المؤثر في نفوسهم أكثر من اشتهاره بشيء آخر.
وقد ظل فترة من السنوات يعظ في أحد مساجد مدينة بريدة الجنوبية ليلة الجمعة وهي مساء الخميس، أو ليلة معينة من الأسبوع لا أحفظها فيأتي الناس إليه من أنحاء المدينة لاستماع موعظته وكلامه حتى يمتلا المسجد ويضيق بهم.
وفي الأسبوع الذي بعده يذهب إلى أحد المساجد في شمال بريدة فيفعل مثل ذلك.
وقد راعى في ذلك حال بعض كبار السن، قبل انتشار تملك السيارات، واستعمالها أن يحضر من لا يستطيع الذهاب إلى المسجد البعيد عنه.
وكانت له عبارات مختصرة نادرة يتناقلها الناس من ذلك أنه شن حملة على بعض النساء اللاتي صرن يستعملن حمالات الأثداء - جمع ثدي - ويقول لماذا الحمالات؟ هل رأى أحد منكم أثداء امرأة ساقطة في الشارع حتى تحتاج إلى حمالات تحملها، وذلك كله انطلاقًا من عدم ارتياحه للأشياء الجديدة.
ووعظه مؤثر وذك لكونه يجمع بين البلاغة في الفصحى والعامية.