فقد قال مرة ونحن في أول فصل الصيف الحار، إننا سنزور أخونا في الله عبد العزيز السعوي في المريدسية.
فوافقت على ذلك، وكنت ألبس النعال لا أترك لبسها أبدًا، جريًا على عادة لي قديمة، أما هو فإنه ليس على رجليه نعل، ومع ذلك كنت أتألم من الرمضاء وهي حرارة الرمل تحت أقدامنا وزاد الأمر إيلاما أننا كنا نسير مع كثبان رمل منهال وهو السافي، في بعض الأحيان، فكانت أقدامنا تغوص في الرمل الحار إلى نصف الساق فأتألم لذلك، ولكنه لم يبد أي ألم أو تحسر من ذلك.
وزيارته للأخ الشيخ عبد العزيز القصير في الشقة العليا.
وقد ذهبنا في فصل حار أيضًا فانطلقنا من دكانه، أي دكان فهد العبيد في أسفل سوق بريدة القديم إلى قرية الشقة سيرا على الأقدام وسوف أذكر تفصيل ذلك أو شيئًا من التفصيل عنه في رسم (القصير) في حرف القاف.
أما دكان فهد العبيد الذي ذكرته فإنه كان يفتحه لا ليبيع شيئًا أو يشتريه فيه، وإنما ليحضر إليه بعض الناس الذين يريدون الجلوس إليه والإستفادة منه.
ولشيء آخر وهي إصلاح الساعات فهو يعتبر أن مهنته إصلاح الساعات ولكنه لم يكن يستقصي في الأجرة، وبعض الناس لا يجر عون على الذهاب إليه حذرًا من أن يزل لسانه عنده بكلمة، أو يتصرف تصرفا غير مناسب.
أذكر مرة فيما يتعلق بإصلاح الساعات أن ابنا لفهد الرشودي زعيم بريدة، أحضر إليه ساعة والده، أو أن فهد الرشودي أحضرها بنفسه إلى فهد العبيد - لا أتحقق من ذلك - ولكن الذي عرفت أن فهد أصلحها وإن ابنا لفهد الرشودي جاء إليه ليأخذها وأنه طلب من الشيخ فهدا أن يخبره بأجرة إصلاحها فقال له فهد العبيد: لا تحتاج إلى أجرة، لأن آلاتها كلها صالحة، ولم أضع فيها شيئًا من عندي.